بَعد أن كاد يُدمّره الإحباط في بنك الإحتياط، ظهر بن شريفية «فَجأة» في التشكيلة الترجية وتَصدّى لضربة جَزاء قد تكون الأجمل والأغلى في مَسيرته الكُروية. كان هذا المَشهد الأهمّ في لقاء «الكَلاسيكو» المُنتهي بفوز غَال للترجي مع شهادة استحسان للحَارس معز بن شريفية الذي كان «البَطل» الحَقيقي لمباراة «السي .آس. آس». بن شريفية يُبدع في الدقيقة 60، غادر رامي الجريدي الميدان مُتأثّرا بالإصابة التي تعرّض لها أثناء عملية هدف تذليل الفارق للنادي الصفاقسي. وفي الأثناء التحق الحَارس البَديل معز بن شريفية بالتشكيلة وفي البَال استرجاع ثقة الجمهور الذي فرض عليه في أكثر من مُناسبة مُواجهة بُرودة بنك الإحتياط. المسؤولية كانت جسيمة والأمانة كانت ثقيلة ومع ذلك فإنّ بن شريفية قدّم مُباراة بُطولية وقد تكون «مُقابلة العمر» قياسا بتأثيرات النتيجة الحَاصلة في مسيرة معز وفريقه. وكان بن شريفية قد تَصدّى لضربة جزاء بطريقة مُمتازة. فقد أحبط معز العملية على مَرّتين وسط ذهول الجميع خاصّة أن الفرصة كانت مُحقّقة ونسبة ضَياعها لا تَتجاوز «الصّفر فَاصل». وازداد المشهد رَوعة قِياسا بالضّعف المعروف لبن شريفية على مُستوى ضَربات الجَزاء هذا فضلا عن دقّة التوقيت الذي أعلن فيه الحكم المصري جهاد جريشة عن هذه المُخالفة. ذلك أن العملية جَاءت في الدقيقة 68، وقد كان «السي .آس .آس» أمام فُرصة ذهبية لتعديل النتيجة و»حِرمان» الترجي من فوز ثمين سيجعله على بعد ست نقاط بالتَمام الكَمال من مُنافسه المُباشر على اللّقب. ويُمكن القول إن بن شريفية أهدى «المكشخين» تَصديا من ذهب وقد يكون حاسما في رحلة مُطاردة اللّقب. وقد استحق معز الكمّ الهائل من الإشادات الجماهيرية لتألقه اللاّفت في «الكلاسيكو» ولقوّة شخصيته بحكم أنّه لم يكن من الهيّن على حارس مِثله أن «يَصمد» لوقت طَويل في بنك البدلاء ودون أن يفقد «الصّنعة» والتركيز العَالي. خطوة عملاقة بعد الفوز بهدفين لهدف على النادي الصّفاقسي، قَطع الترجي خُطوة اضافية نحو الزّعامة المحلية خاصّة بعد أن اتّسع الفَارق الذي يَفصل فريق الشعباني عن مُلاحقه الأقرب إلى ستّ نقاط. وقد تَزامن فوز الترجي على أبناء «كرول» مع تَعثّر المُلاحقين الثاني والثالث وهما بنزرت والنجم وهذا ما يُعزّز حُظوظ نادي «باب سويقة» لإحراز البطولة للمرّة الثالثة على التَوالي وللمرّة 29 في تاريخ النادي. وهذه الأسبقية جيّدة لكنّها لا تَعني أبدا أن البطولة مَحسومة خاصّة أن صِراع اللّقب قد يشهد الكثير من التقلّبات خلال الجولات التِسع المُتبقية من عُمر السّباق. بين الترجي وجريشة رغم الفوز على «السي .آس .آس» فإن مدرب الترجي «ثَار» على جهاد جريشة. وهذا الهُجوم الكَاسح على جريشة لم يَكن من فراغ بل هو نَاجم عن «سوابق» هذا الحكم المصري في إنهاء لقاءات الترجي «طَاولة». حَصل ذلك عندما تمّ تكليف جريشة بإدارة لقاء «غُورماهيا» والترجي في رابطة الأبطال في 2018 (0 / 0). وتكرّر السيناريو ذاته في مُباراة بنزرت والترجي (2 / 2). وقد كان الشعباني يَخشى أن يَحكم جريشة على مباراة أمس الأول أمام «السي .آس .آس» بالتعادل أيضا خاصّة بعد أن أعلن عن ضربة جزاء للضيوف قبل 20 دقيقة من نهاية «الكلاسيكو». رحلة الزمبابوي بالكاد احتفل اللاعبون بالفوز على «السي .آس .آس» لتنطلق الجمعية في رحلة قَارية نحو الزمبابوي وذلك بمناسبة الجولة السّادسة والأخيرة من مُنافسات دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا. وقد سافرت البعثة الترجية يوم أمس عبر طائرة عَسكرية ومن المُرجّح أن تَستغرق هذه الرحلة حوالي 17 ساعة. ومن المعلوم أن الترجي حسم الترشح إلى الدّور ربع النهائي كما أنه تأكد من الحُصول على زَعامة مجموعته وهو ما يَعني أن لقاء الغد أمام «بلاتينيوم» سيكون شَكليا. وبناءً عليه فقد قَرّر أهل الدار إعفاء المدرب الأوّل معين الشعباني من التحوّل إلى الزمبابوي وسيتمّ فسح المجال للمساعد مجدي التراوي والمُكلّف بالتقييم عثمان النجّار لقيادة الترجي في مُواجهة الغد والتي سيعتمد خلالها بطل إفريقيا على تشكيلته الاحتياطية. أمّا بخصوص قائمة اللاعبين المُشاركين في رحلة الزمبابوي فهم على النحو التالي: معز بن شريفية - علي الجمل – إيهاب المباركي – عفيف الجبالي – حسين الربيع – علي المشاني – أيمن محمود – محمّد أمين المسكيني – محمّد علي بن رمضان – الطيّب مزياني – بلال الماجري – رائد الفادع – آدم الرجايبي – جونيور لوكازا – زياد بالريمة.