اتّعظ الترجي من درس المتلوي وبن قردان ونَجح فريق الشعباني في تَخطّي عَقبة قابس في نطاق الدور السادس عشر لكأس تونس... وقد حقّق الترجي الرياضي إنتصارا "صَغيرا" لكن وزنه من ذهب بالنّظر إلى تَوقيته والظُروف المُحيطة به. تصحيح المَسار من المعروف أن الترجي كان قد خَرج بخفي حنين في النُسختين السابقين لكأس تونس وذلك بفعل "تمرّد" المتلوي و"تَعملق" بن قردان في لقاء شهير كان بَطله شندول. وبناءً عليه فإن الشَعباني دخل لقاء عاصمة الحنّاء وفي البال إستعادة القوّة المعهودة في سِباق "الأميرة" التي امتلك الترجي قلبها في 15 مُناسبة وهو رقم قياسي. وقد نجح الفريق فِعلا في تحقيق مُبتغاه رغم المَتاعب التي واجهها في قابس. عوائق بالجُملة يَستمدّ فوز الترجي أهميّته أيضا من العَوائق التي اصطدم بها في قابس على غرار رداءة الميدان والهفوات التَحكيمية الفادحة لنضال لطيف ومُساعديه. فقد تَغافل الحكم عن ضربة جزاء تَقليدية بعد عرقلة أمين المسكيني في الدقيقة 67. وربّما كان الترجي سَيحسم بهذه المُخالفة النِزاع ويَقتلع بطاقة العُبور في التَوقيت الأصلي ودون الحاجة إلى خَوض الحِصص الإضافية. أخطاء التحكيم لم تَتوقّف عند هذا الحدّ بل أنّه وقع إلغاء هدف ثانٍ للترجي وقد كانت العملية سليمة، ولم تُظهر الصّور التلفزية وجود أيّة مُخالفة من قبل صَاحب هذا الهدف الأبيض وهو أنيس البدري. وكان لاعب الترجي قد استغلّ الهَفوة التقديرية للحارس صدقي الدبشي وافتكّ منه الكرة ليضعها في مرحلة مُوالية في الشباك لكنّه تفاجأ بإلغاء الهدف المسبوق بهَفوات أخرى "وَهمية" تَهمّ أساسا التسلّل كما حصل أثناء العملية الهُجومية للترجي في الدقيقة 42. وبالتوازي مع العَراقيل المذكورة يَأتي فوز الترجي على "القوابسية" في تَوقيت دقيق بما أن موعد الكأس جاء قبل ساعات معدودة من الرحلة الشّاقة إلى جنوب إفريقيا وقد كان الفريق في حاجة أكيدة للترشّح حِفاظا على إرتفاع المَعنويات قبل المُواجهة القارية الصّعبة أمام "أورلاندو بيراتس" لحساب الجولة الثَالثة من دور المجموعات لرابطة الأبطال. حِسابات الشَعباني في ظلّ ضغط المُباريات المحلية والدولية، اختار الشعباني "تَدوير" الزاد البشري بشكل يجعل التشكيلة الترجية تَتغيّر من لقاء إلى آخر. ويُمكن القول إن مدرب الفريق كسب إلى الآن على الأقل التَحدي بما أن نادي "باب سويقة" حسم بطولة الذهاب لفائدته كما أنّه اقتلع وثيقة العُبور في سباق الكأس. وستكون المُباراة المُنتظرة في جنوب إفريقيا الامتحان الأصعب وربّما "الحَقيقي" للتأكد من فَاعلية التَوجّهات المُتّبعة والقَائمة على مبدأ "تكافؤ الفُرص" بين اللاعبين على أن يكون البَقاء للأنفع. ومن المُلاحظ أن هذا الإجراء سَاهم في الرّفع من المُنافسة في جُلّ المراكز. لمسة البدري رغم الجَدل الدائر حَول مُستقبله مع الترجي فإن البدري كان كعادته فَاعلا وحَاسما بعد أن تكفّل بخطف هدف العُبور في الكأس. وقد كان دوره مُؤثّرا في رحلة الجنوب تماما كما حصل في عدة مُباريات سابقة كتلك التي اصطدم فيها الترجي ب"حُوريا" الغيني والأهلي المصري و"غرّة أوت" الأنغولي... ولاشك في أنّ البدري يُريد التأكيد على مَكانته المَركزية في التشكيلة الترجية فَضلا عن جَدارته بالتواجد في بُورصة "الكَوارجية" الأغلى والأكثر طَلبا من الجمعيات الأجنبية. رحلة شاقة وأحلام كبيرة انتهت الفرحة الترجية بالترشّح على عَجل بما أن التركيز انصبّ على المُواجهة القارية الصّعبة أمام "أورلاندو بيراتس" يوم السبت القادم بداية من الثامنة ليلا. ومن المعلوم أن الفريقين يَتقاسمان صدارة المجموعة الثانية وهوما يجعل فريق الشعباني يخوض لقاء "جُوهانسبورغ" بشعار الإنتصار للإنفراد بالريادة أو على الأقل الخروج بالتعادل قبل حَسم مَعركة الزعامة في الجولات اللاّحقة. وكانت البعثة الترجية قد سافرت يوم أمس على دُفعتين إلى جنوب إفريقيا. وقد سافر الفوج الأوّل إلى قطر وحطّ الفوج الثاني الرّحال في الإمارات هذا قبل الإقلاع في مرحلة مُوالية نحو جنوب إفريقيا. ومن المُرجّح أن تَستغرق هذه السّفرة أكثر من 15 ساعة وهوما يجعل البَعثة الترجية تحت تهديد الإرهاق الذي سيُحاول فريق الشعباني مُواجهته بخبراته الواسعة في مِثل هذه المَواعيد القارية. هذا وضمّت قائمة اللاعبين المدعوين لرحلة جنوب إفريقيا الأسماء التالية: الجريدي – بن شريفية – الجمل – الذوادي – المشاني – اليعقوبي – الدربالي – المباركي – بن محمّد – الربيع – كوم – كوليبالي – الشعلالي – المسكيني – البدري – بقير – البلايلي – مزياني – الجويني – الخنيسي. قضيّة الملعب رغم المعلومات المُتداولة حول تَعيين لقاء الإيّاب بين الترجي و"أورلاندو بيراتس" في ملعب المنزه يوم 12 فيفري، فإنّ أهل الدار يُفضّلون استقبال خَصمهم الجنوب - إفريقي في رادس بعد أن استرجعت أرضيته عَافيتها. رغبة الترجي في خوض مُواجهته الإفريقية في رادس تصطدم بإشكال تنظيمي يتعلّق بتعيين المُباراة القارية للنادي الإفريقي في اليوم نفسه والميدان ذاته (أي 12 فيفري في رادس). ومن المعلوم أن جماهير الترجي تَحت طائلة العِقاب المُسلّط من "الكَاف" الشيء الذي يدفع إدارة الحي الوطني الرياضي إلى منح الأولوية للنادي الإفريقي لإستغلال رادس مُقابل تَعيين مباراة الترجي و"أورلاندو" في المنزه. وتَبقى إمكانية تأخير اللّقاء ب 24 ساعة في سبيل اللّعب في رادس من الإحتمالات "الضّعيفة" نسبيا بسبب المواعيد المضبوطة لرابطة الأبطال والشُكوك التي تحوم حول قُدرة أرضية رادس على تَحمّل أعباء مُواجهتين قاريتين في ظرف يَومين.