يَخوض الترجي اليوم في رادس مُواجهة مُؤثّرة في حِسابات البطولة المحلية خاصّة أن النجاح في تَخطّي عَقبة «السي .آس .آس» سَيُمكّن شيخ الأندية من تَوسيع الفَارق الذي يَفصله عن ضَيفه إلى ست نِقاط. ولاشك في أن فريق الشعباني على وعي تامّ بأنه أمام فرصة ذَهبية للإطاحة بمُلاحقه المُباشر وقطع خُطوة مُهمّة على درب اللّقب. وقد أعلن مدرب الترجي صراحة بأن هذه القمّة ستكون من المحطّات الحاسمة في رحلة الدفاع عن الزّعامة المحلية. دعم الجمهور يُراهن الترجي في مُواجهة اليوم على قوّته الهُجومية (24 هدفا في 16 لقاء). كما أن فريق الشعباني يملك «سِلاحا» آخر وهو الجمهور الذي من المفروض أن يحضر بأعداد كبيرة لدفع جمعيته نحو الانتصار تماما كما حصل في اللّقاء السّابق أمام «حُوريا». ومن غير المُستبعد أن يتجاوز عدد الحَاضرين سقف العشرين ألف «مكشّخ» في لقاء «الكلاسيكو» خاصّة في ظل وُجود حوالي 13 ألف مُشترك فضلا عن جَحافل الأحباء الذين سيواكبون المباراة بعد اقتناء تذاكرهم من شبابيك المنزه. ومن المعلوم أن عملية بيع بطاقات الدخول ستتواصل إلى حدود انطلاق المُباراة (أي الثانية والنصف بعد الزّوال). في انتظار التأكيد وصلتنا أمس معلومات مُؤكدة تفيد بأن الترجي يُفكّر في رفع الحَظر عن جماهير النادي الصفاقسي وذلك من خلال تمكين الضّيوف من 300 تذكرة. وتهدف هذه الحركة النبيلة إلى إنهاء مهزلة «المُعاملة بالمِثل» والتي تقوم على منطق «حِرمان» الجماهير الزائرة من مُواكبة اللّقاءات الخَارجية لأنديتها. وكانت الجماهير الترجية قد تخلّفت عن مباراة الطيب المهيري وهو ما يعني بصفة آلية مَنع أبناء «السي .آس .آس» من حضور «كلاسيكو» اليوم في رادس. لكن يبدو أن العُقلاء في الحديقة «ب» يعتبرون أنه حان الوقت للقضاء على هذا الإجراء التعسّفي تكريسا لمبدأ «التَعايش» بين «كِبار الحُومة». وتضيف مصادرنا أن قرار استقبال «الصّفاقسية» في رادس أصبح من تحصيل الحَاصل هذا طبعا في انتظار تفعليه على أرض الواقع خاصّة أن كُرتنا تسير بمنطق: «كلّ ساعة وعِلمها». تَعديلات يَكتسي لقاء «الكلاسيكو» أهمية بَالغة في مشوار البطولة. ومن هذا المُنطلق فإن الإطار الفني بقيادة معين الشعباني سيعتمد إلى أقوى «أسلحته» وأفضل خُططه ليَخرج بنتيجة المُباراة. ومن غير المُستبعد أن تشهد التشكيلة الترجية بعض التعديلات الفنية مُقارنة بالمُواجهة القارية الأخيرة أمام «حُوريا» الغِيني. وعلى الأرجح أن تشمل التَحويرات المنطقة الأمامية بحكم أن أداء بعض العناصر الهُجومية لم يرتق إلى المستوى المأمول أثناء لقاء رابطة الأبطال. وكنّا في عدد الأمس قد أشرنا إلى امكانية المُراهنة على ورقة سعد بقير منذ البداية وذلك بهدف إحداث التوازن المنشود بين الوسط والهُجوم مع استثمار لمسته الفنية لخلق الفرص التَهديفية. وكان سعد قد شارك في الشوط الثاني من لقاء «حُوريا» تاركا انطباعات جيّدة لمُساهمته في تحسين الأداء العَام وصِناعة الهدف الثاني للترجي. التعديلات قد تشمل أيضا مُقدّمة الهجوم بما أن ثِقل «الكلاسيكو» قد يفرض على الشعباني التَعويل على الخنيسي كأساسي بعد أن كان قد اكتفى بلعب ربع السّاعة الأخير من لقاء «حُوريا». تحت الدرس بالتوازي مع الحِسابات الفنية، يُسيطر هاجس الإرهاق على ذهن الشعباني الذي يدرس امكانية منح البدري قسطا من الراحة نتيجة التّعب الذي انتباه في الفترة الأخيرة لكن لا نعرف إن كان معين سَيُقدم على هذه الخطوة في لقاء اليوم أم أن القيمة الفنية العالية لأنيس سَتُجبره على ترسيمه في التشكيلة رغم الإجهاد البدني. وبناءً على كلّ المُعطيات والحِسابات المذكورة فإن مدرب الترجي قد يراهن على الأسماء التالية لهزم «السي .آس .آس»: الجريدي – شمّام – المشاني (اليعقوبي) – الدربالي – بن محمّد – كُوليبالي – كوم – بقير – الهوني – البلايلي (البدري) الخنيسي «لغز» الجريدي كان رامي الجريدي من المُرشحين بقوّة لتجديد العَهد مع أجواء المنتخب خاصّة في ظلّ مُشاركاته المُنتظمة في التشكيلة الترجية فَضلا عن انضباطه الكَبير. وقد خَابت آمال الجريدي بعد قرار «تَغييبه» في القائمة الدولية التي تمّ الإعلان عنها يوم أمس وقد أثار إبعاد حارس الترجي جُملة من النقاط الإستفهامية حتّى أن بعض الجهات استحضرت «الحكاية القديمة» التي يقول أصحابها إن إقصاء رامي ناجم عن الخِلاف غير المُعلن بين الجريدي ومدرب حراس المنتخب حمدي القصراوي الذي كان رامي قد فرض عليه الجلوس على بنك الإحتياط عندما وضعهما المكتوب في الطيّب المهيري. ولم يُخف شقّ من «المكشخين» استغرابهم الشديد من «تَغييب» الجريدي مُوجّهين أصابع الاتّهام للقصراوي الذي هَضم حُقوق رامي هذا طبعا ما لم تكن لمدرب حراس المنتخب دوافع قَوية لإتخاذ هذا القرار وإن كان الأمر كذلك فإن حمدي أمام حتمية تقديم الايضاحات حتى لا يكون في مَوضع الإنتقادات.