حققت ، أمس المسيرات السلمية التي نظمها الجزائريون للجمعة الرابعة على التوالي ، أرقاما خيالية تعد سابقة من نوعها منذ بداية هذا الحراك ، وذلك من حيث عدد المتظاهرين الذين بلغوا مئات الآلاف ، رافضين لقرارات رئيس الجمهورية ، عبد العزيز بوتفليقة، بعد تمديد العهدة الرابعة ، تأجيل الرئاسيات، والتعديل الحكومي الأخير ، حاملين الرايات الوطنية. وسرعان ما تحوّلت المسيرات إلى تجمهر ضخم لم يقص في صفوفه جميع أطياف المجتمع وشرائحه بحضور قوي للعنصر النسوي. ورغم تضارب الأرقام في ضل غياب الإحصائيات الرسمية عن عدد المشاركين إلا أن الأغلبية وبالإجماع وصفوا المسيرة ب «المليونية» ،واعتبروها وقفة تاريخية أرادتها الحشود أن تكون «جمعة الإسرار والانتصار»، وغيرها من الشعارات الأخرى ، فضلا عن اللافتات التي رفعت طيلة المسيرة الداعية إلى التغيير الجذري والديمقراطي مع الإعلان والتعبير عن رفضهم القاطع للإصلاحات والقرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية مثل «لا لتمديد العهدة الرابعة ولا لتأجيل الانتخابات» ، «البطل الوحيد ، الشعب» ، «لا لسلب إرادة الشعب» وغيرها من المطالب الأخرى التي دونها المتظاهرون الداعية في مضمونها إلى تكريس الجمهورية الثانية ودولة القانون والعدالة الاجتماعية. وشدد المتظاهرون ، على ضرورة إجراء تغيير جذري ، يأتي بوجوه جديدة ، شابة ، وذات كفاءة. كما دعا المتظاهرون ، إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في وقتها ، وعدم تمديد العهدة الرابعة. يذكر أن هذه الجمعة هي الرابعة التي يخرج فيها الجزائريون ، للمطالبة بالتغيير السلمي ، فبعد ثلاث جمعات ، كان فيها مطلبهم الرئيسي ، عدول الرئيس عن الترشح لولاية خامسة ، وتغيير حكومي جذري. استجاب الرئيس لنداءاتهم وتطلعاتهم ، بتاريخ العاشر من مارس، حيث أعلن عن عدم ترشحه لعهدة خامسة ، مع تمديد العهدة الرئاسية ، وتأجيل الرئاسيات ، والتي كان من المزمع تنظيمها في 18 أفريل القادم. وخرج الجزائريون أمس مطالبين الرئيس بعدم تمديد العهدة الرابعة ، وتغيير حكومي ، يرقى إلى تطلعاتهم وآمالهم.