تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كريم حقي ل «الشروق»..لقاء اعتزالي سيكون عُرسا حقيقيا والمداخيل لفائدة القصرين والنجم
نشر في الشروق يوم 17 - 03 - 2019

في القَصرين تعلّم معنى الكِفاح وفي سوسة اكتسح عالم الشُهرة من أوسع أبوابها هذا قبل أن تَتعزّز قصّة النجاح بالتتويج بطلا لإفريقيا ب"مَريول" المنتخب الذي دافع عنه ضيفنا وهو في العِشرين. ولاشك في أن المُحبين يستحضرون إلى الآن صورة ذلك "اللاعب الصّغير" وهو يحمل الكرة بثقة "الأسود" لينفّذ الركلة الترجيحية التي ستقضي إلى آمال النيجيريين وتَطير ب"النسور" إلى "فِينال" "الكَان" في 2004.
رحلة الإبداع لم تَسعها ملاعب القصرين وسوسة ورادس وهوما دفعه إلى "شقّ" البحر المتوسّط ليصنع مَجدا آخر في ضِيافة الفرنسيين والألمان والسويسريين وهم آخر المحطّات في مسيرة ابن القصرين وهو كريم حقي ليس سِواه.
وبعد أن دقّت سَاعة الإعتزال اختار حقي أن يكون "الوَداع" حافلا لا كئيبا ومُهينا كما يحصل مع الكثير من "النجوم" التونسية التي من المفروض أن تُعلّق النشاط بالتَصفيق والورود إفشاءً لثقافة "الإعتراف بالجميل" وهو العُنوان الذي اختاره حقي للعُرس الذي سيقيمه يوم 23 مارس في أولمبي سوسة.
وقد شكّل هذا الحدث الإحتفالي مُناسبة جيّدة لنستضيف بدورنا حقي تكريما له على الفرحة الشعبية التي أهدانا إيّاها أبطال 2004 وكذلك في سَبيل التعرّف على "مَشاريعه" المُستقبلية ونَظرته لعدّة مواضيع تَهمّ الكرة التونسية.
في البَدء هل تُؤكد نبأ اللّقاء التَوديعي الذي تَعتزم تنظيمه بحضور كلّ الأحباء والأصدقاء الذين كانوا شَاهدين على نجاحاتك وانكساراتك؟
الخَبر مُؤكد وكلّ شيء جَاهز لإقامة هذا الحدث الضّخم يوم 23 مارس الجاري في أولمبي سوسة بداية من الرابعة بعد الزوال. أمّا عدد الحاضرين فإنه سيكون في حدود عشرين ألف شخص ولابدّ من انتهاز هذه الفُرصة لتقديم تَحية تقدير لجميع السلطات لموافقتها على تأمين المُباراة بهذا العدد الكبير من المُتفرّجين.
وبعد تحديد مكان وزمان المُباراة بالتنسيق مع كلّ الجهات المَعنية يمكن أن نخوض في المضمون. ومن الضروري أن نرفع الإلتبسات ونُقدّم الإيضاحات بخصوص التسميات الأمثل والأنسب لهذه التظاهرة الاحتفالية.
وقد يقول الناس إن الأمر يتعلّق بمقابلة تَوديعية الهدف منها تكريم شخصي المتواضع من باب الإعتراف بما قدّمته من خدمات وما بَذلته من مجهودات مع الجمعيات الرياضية والمنتخبات الوطنية.
وهذا التَوصيف فيه جانب من الصّحة لكن أهداف هذا "الكَرنفال" أشمل وأعمق وقد اخترنا أن يكون عُنوانه: "لقاء الإعتراف بالجميل": أي أنّني سأستغل مباراة 23 مارس لتقديم لمسة وفاء لكلّ من ساهم في إنجاح مسيرتي الكروية.
وما هي أبرز وأهمّ الجِهات التي تريد تكريمها وأنت تُودّع الملاعب بعد تجارب كثيرة في الداخل والخارج؟
عِشت تحت أضواء الشهرة لسنوات طويلة لكنّني لم أنس يوما أهلي ونَاسي في القصرين حيث أتقنت أبجديات كرة القدم على يد مُعلّمي الأوّل والأغلى على قلبي وهو "سي" الشافعي البناني والشّكر موصول أيضا إلى المسؤول القَدير كمال الحمزاوي.
وبالتوازي مع التصريح بحق القصرين من الواجب تقديم باقة زهور للنجم بعد أن احتضنني في سن مُبكّرة وآمن مدربوه ومسؤولوه بقدراتي. وقد التحقت بمركز التكوين التابع للنّجم وأنا طفل صغير لم يَتجاوز 14 عاما. وقد تكفّل الفنيون والمسيرون بصقل موهبتي ومُعاملتي مُعاملة الأب لابنه.
ومن سَابع المُستحيلات أن أتنكر لكلّ المدربين والمسؤولين الذين صنعوا نجوميتي وعبّدو لي الطريق نحو عالم الإحتراف وأستحضر منهم على سبيل الذِّكر لا الحصر اللاعب الكبير لطفي الحسومي والرئيس القدير عثمان جنيح الذي حرص على رعايتي وتوجيهي. وقد جاء قرار نُقلة أسرتي من القصرين إلى سوسة في تلك الفترة ليمنحني أجنحة اضافية بما أن الدفء العائلي يُعدّ من العوامل الأساسية في نجاح المسيرة الرياضية.
وفي سياق الحديث عن ظروف التحاقي بالنّجم من الضروري التَعريج على مركز التكوين الذي ساهم في صِناعة الكثير من "الكَوارجية" المُتميّزين وتسمح لي تجربتي في سوسة بالتأكيد على أن هذا المركز يُعدّ من نقاط القوّة في فريق جَوهرة السّاحل الذي أتمنى له التوفيق بقيادة "لُومار" ولا يساورني أدنى أشك في أنه قادر على إنهاء الموسم الحالي بحصيلة جيّدة من النجاحات والتتويجات المحلية والدولية.
أكدت أن الحَفل المُنتظر يوم 23 مارس لن يَقتصر على التَكريمات فهل تكشف للجمهور عن "الوَجه الآخر" لهذا "الكَرنفال"؟
إن التظاهرة التي سَنُقيمها في أولمبي سوسة لن تشمل تكريم عائلتي الصّغيرة وأسرتي الرياضية فحسب بل أن اللقاء يحمل في طيّاته عدة أبعاد تَسويقية وخَيرية واجتماعية.
ذلك أن هذا اللقاء سيكون فُرصة ذهبية لترويج صُورة جيّدة عن البلاد التونسية في هذا الظرف الإقتصادي والسياسي الصّعب وقد حَرصنا على حُضور ما لا يقلّ عن 25 شخصية رياضية من مُختلف البلدان وذلك بالتَنسيق مع وزارة السّياحة التي يُؤمن أهلها بالدّور الفَعّال للرياضة في خِدمة قطاع حيوي مثل السّياحة. كما أن هذه المُباراة التَكريمية - الاستعراضية ستجعل ضيوف سوسة يخرجون بإنطباعات ايجابية عن حالة الأمان التي يعيشها البلاد رغم الداء والأعداء.
أمّا على الصّعيدين الاجتماعي والإنساني فقد قرّرنا دعوة عدد من التلاميذ والطلبة للمشاركة في هذا الإحتفال الذي سيتزيّن كذلك بثلّة من أبنائنا من فاقدي السّند.
لقد خُضت الكثير من التجارب الكروية في تونس وخارجها وتشبّعتُ بالقيم الأصيلة للّعبة التي تتجاوز بكثير منطق الربح والخسارة لتشمل الأعمال الخيرية وتعزيز الصِّلات وتمتين العَلاقات بين الناس على اختلاف جِهاتهم ولُغاتهم ولاشك في أن "لقاء الإعتراف بالجميل" سيكون مسرحا لإلتقاء المُحبين واللاعبين والمُسيرين من كلّ المدن التونسية والعَالمية.
من المعروف أن مِثل هذه المُباريات التوديعية – الإستعراضية تُشكّل فرصة لإستقطاب "النجوم" العالمية لتكون العَملية الترويجية أوسع والإقبال أرفع. فهل تُفصح عن بعض الأسماء الدولية المُرسّمة في قائمة ضيوفك؟
لقد بدأت فكرة اللّقاء تُراودني وتُلحّ عليّ منذ سنتين ويُمكن القول إن التحضيرات لهذا الموعد الاحتفالي انطلقت منذ حوالي سَبعة أشهر. وبناءً عليه فإنّنا تحصّلنا على حيّز كبير من الوقت لنُقدّم عَرضا في مستوى الانتظارات.
وقد وجّهنا الدّعوات لكافّة زملائي في منتخب 2004 إعترافا لهذا الجيل بما صَنعه من أفراح بفضل التتويج بالكأس الإفريقية الغَالية بقيادة السيد "روجي رُومار" الذي علّمني المَعاني الحقيقية للإحتراف.
وبالتوازي مع أبطال 2004 وظّفت علاقاتي الواسعة في الكرة الإفريقية والأوروبية لتأثيث هذه الأمسية الكروية الرائقة بعدد من "النجوم" المشهورين أمثال السينغالي الحاج ضيوف والنيجيري "نوانكو كانو" والثنائي المصري عصام الحضري ومحمّد زيدان. وهُناك الكثير من الأسماء الأخرى التي سنكشف عنها في الأيام القادمة حتى لا "نَحرق" كلّ المفاجآت التي تنتظر ضيوفنا في أولمبي سوسة. والجَدير بالذّكر أن التلفزة الوَطنية ستتكفّل بنقل هذه المُباراة الاحتفالية.
نَعلم أن "تَعليق الصَبّاط" لحظة صَعبة ومُؤثّرة لكن لا مَفرّ منها. فهل أنّك جَهّزت نفسك لفترة ما بَعد "التَقاعد"؟
قَضيّت سنوات طويلة في الملاعب التونسية والأوروبية وحقّقت مكاسب كبيرة مع المنتخب الوطني وأظن أن الوقت حَان للدخول في مرحلة ما بَعد الإعتزال. والحقيقة أنّني أنظر إلى الماضي بالكثير من الفخر والإعتزاز وأتطلّع في الوقت نفسه إلى المُستقبل بتفاؤل كبير.
وفي سياق الحديث عن الإعتزال أتمنى أن تنجح الرياضة التونسية في "توديع" نُجومها ومسؤوليها من الباب الكبير لا بطريقة مُسيئة وأعتقد أنّنا في حاجة إلى زرع ثقافة الإعتراف بالجميل لكلّ لاعب أومُسيّر وإعلامي ضَحّى بالكثير في سبيل خِدمة اللّعبة.
ونأتي إلى موضوع "المشاريع والمُخطّطات" التي تُراودني بعد الإعتزال لنؤكد أن هاجسي الأكبر وحلمي الأضخم في الوقت الراهن يكمن في ردّ الجميل للبلاد التي منحتني حقّ الإنتماء والتي صنعت شهرتي ومنحتي جواز السّفر إلى عالم الإحتراف.
لقد أعطتني تونس الكثير ومن واجبني اليوم أن نردّ الجميل وفي هذا الصّدد قرّرنا بأن يقع ضخّ جميع المداخيل المُتأتية من بيع تذاكر اللقاء الإستعراضي لفائدة مُستقبل القصرين والنجم السّاحلي كعربون محبّة للجمعيتين والجِهتين اللّتين أدين لهما بنجوميتي. وسيكون من الجميل أن تذهب هذه الأموال إلى فرع الشبّان لأنّه الأولى والأحقّ بالمُساعدات.
والأهمّ من هذه الحَركة البسيطة أنّني قرّرت بعث "مؤسّسة" تُعنى بالنهوض بكلّ الرياضات والإختصاصات في جميع الجهات التونسية. وستدعم هذه "المُؤسّسة" foundation) haggui) المجهودات المبذولة لإستكشاف وصقل المواهب المَغمورة في كرة القدم واليد والطائرة وألعاب القوى... وغيرها من الرياضات. وستكون التحرّكات حسب تَقاليد الأقاليم في تخريج الموهوبين.
والحقيقة أن هذا "المشروع" هو الأقرب إلى قلبي لأنه يكتسي بُعدا وطنيا ومن شأنه أن يُعاضد مجهودات الدولة وسلطة الإشراف في تحريك الأوضاع ومُساعدة المَواهب الرياضية على البروز ودعمها لِتَجاوز المُشكلات المُتعلّقة بالبِنية التَحتية.
في ظلّ تَجربتك الكبيرة في الجمعيات والمُنتخبات ألا يُراود حلم التدريب كما فعل زميلك السابق في دفاع المنتخب راضي الجعايدي من بوّابة شبان "سَاوثهامبتون"؟
ما يقوم به الجعايدي يبعث على الفخر لأنّه ليس من الهيّن أن يقتحم عالم التدريب في أنقلترا بالذات. والحَقيقة أن دخول دُنيا التدريب من الأهداف التي تتصدّر دفتر الأمنيات ولا أخفيكم سرّا إذا قلتا إنني التحقت منذ مدة بالدورات التكوينية المُقامة في ألمانيا تمهيدا للحصول على الإجازات الفنية التي تُخوّل لي العمل ضِمن الفنيين "المُحترفين".
تَبقى مسيرتك الإحترافية في أوروبا من العيّنات النَموذجية في الكرة التونسية فما هي "الأسرار" الحَقيقية لهذه المُغامرة النَاجحة والطّويلة؟
السِرّ الوحيد يَكمن في العمل المُتواصل والانضباط الكبير في الميدان وخارجه هذا فضلا عن التَخطيط السليم. ويعرف القاصي والداني أنني فضّلت الهِجرة إلى فرسنا في سنّ مُبكرة (20 سنة) قبل التحوّل إلى ألمانيا التي استمرّت فيها تجربتي عشرة أعوام بالتمام والكَمال. وقد قهرت الصِّعاب وتعلّمت لغة الألمان لإيماني الراسخ بأن النجاح في عالم الإحتراف يفرض على اللاعب أن يكون مِثالا يُحتذى في العطاء والسلوك والتواصل مع مُحيطه العَام: أي الإطارات التدريبية والتَسييرية والأحباء والصّحافة...
هذا واخترت تقديم الأهداف الرياضية على المَكاسب المَالية ليقيني الثابت بأن النجاح الحَقيقي يَكمن في رفع التَحديات واللّعب في أعلى المُستويات وقد كانت الفرص مُتاحة لسلك الطريق السهلة والاتّجاه نحو البلدان الخليجية لكنّني رفضت وأظن أنّني فعلت الصواب بفضل التدبير الجيّد والمعاون المُخلص والحديث طبعا عن وكيل أعمالي الحامل للجنسية و"العَقلية" والألمانية.
في سياق مُتّصل بالإحراف يعتقد البعض أن نجمنا الدولي يوسف تأخّر كثيرا في الإقلاع نحو القارة العَجوز؟
لنتّفق أوّلا وقبل كلّ شيء بأن يوسف من المواهب المُميّزة إن لم نَقل إنه "فَلتة" كروية. أمّا بخصوص موضوع انتقاله من تونس إلى بلجيكا عبر قطر فإنّني كنت من الشّاهدين على بعض تفاصيله "الخَفية": أي تلك التي لم تخرج للإعلام.
كيف ذلك ؟
عندما كان المساكني في أوج العَطاء والعُنفوان مع الترجي والمنتخب اتّصل بي أحد "كشّافة" "مانشستر يُونايتد" الأنقليزي وكان هذا الشّخص من حَاملي الجنسية الألمانية.
وقد طلب مني استشارة حول المُؤهلات الفنية ليوسف وأكدت له طَبعا بأنه من خيرة "الكَوارجية" التونسيين والعَرب. وقد فَهمت من كلامه أن لاعبنا يقف على باب "المان يونايتد" وفي الأثناء انتقل المساكني إلى الإمارة القطرية ولا عِلم لي طبعا بالأسباب التي أجهضت الصّفقة مع الأنقليز والتي دفعت لاعبنا للهِجرة نحو الخليج وهو إجراء لا يُمكننا إلاّ أن نَحترمه لأن يوسف هو صَاحب القرار الأوّل والأخير في تحديد مُستقبله الرياضي.
وما يَهمّنا الأن أن يسترجع مُحترفنا في "أوبن" البلجيكي كامل امكاناته ليكون في صفوف الأولى للاعبين الذين سيحملون الآمال التونسية في الكأس الافريقية المُرتقبة في مصر.
يَعيش الجمهور التونسي على "أطلال" 2004 فهل تعتقد أن الجيل الحَالي قادر على رفع التَحدي في "كَان" مصر؟
الإنجاز الذي حَقّقه منتخبنا في 2004 سيبقى خَالدا وستتحدّث عنه الأجيال المُتعاقبة. لكن هذا يَعني أن نُغلق باب الأمل خاصة أن التاريخ يقول إن تونس "ولاّدة" ولاشك في أن اللاعبين الحاليين يملكون كلّ المُؤهلات للدفاع عن حظوظ المنتخب لإستعادة اللّقب الإفريقي تماما كما فعلنا نحن بقيادة الفني الفرنسي الرائع "روجي لومار" الذي راهن على خدماتي وأنا في ريعان الشباب وأستغل الفرصة لأرفع له القبّعة خاصة أنّني أعتبره من الناس الذين علّموني المَعاني الحقيقية للإحتراف.
وهل تظنّ أن مُواطنه "جيراس" هو القائد الأمثل ليسترجع المنتخب تَاجه القاري؟
لن نحكم على أداء الرجل إلا بعد انطلاق الجديات ومن المعروف أن "جيراس" لاعب كبير ومشهور والأمل كلّه أن يثبت أيضا بأنه من الفنيين الأكفاء وأن ينجح في إحراز "النّجمة الإفريقية الثانية" في رصيد "النُسور".
من خلال اختصاصك المعروف في الدّفاع كيف تُقيّم أداء عناصرنا "الصفّ الأوّل" في المنطقة الخَلفية للمنتخب؟
أظن أن ياسين مرياح أقنع وأظهر أنه قادر على تحقيق الأفضل هذا في إنتظار مردود أحسن من صيام بن يوسف قياسا بالخِبرات الواسعة التي اكتسبها مع المنتخب.
أنت ضيفنا في هذا العدد وهو ما يمنحك الحق في خَتم الكلام بما تشاء
لقد قُمنا بكل الاستعدادات اللازمة لنعيش معا لحظات لا تُنسى بمناسبة اللقاء الاحتفالي ليوم 23 مارس في أولمبي سوسة. ومن الضروري أن نقدّم التحية لكل الأشخاص والهياكل الذين قدّموا لنا التسهيلات وساهموا في تذليل الصعوبات ليكون الاحتفال في مستوى التطلعات وستكتفي في هذا السياق بشكر وزارات الخارجية والداخلية والسياحة والشباب والرياضة فضلا عن ولاية وبلدية سوسة وجامعة كرة القدم...
وأوجّه تحية من الأعماق للصّحافة التونسية وكل الجمعيات المحلية والأوروبية التي تقمّصت ألوانها علاوة على عائلتي وبصفة خاصّة الوالدة أدامها الله فوق رؤوسنا ووهبها الصّحة والعافية. وموعدنا إن شاء الله يوم 23 مارس في أولمبي سوسة.
كريم حقّي في سطور
من مواليد عام 1984 (في القصرين)
تكوّن في مستقبل القصرين
مدافع سابق في النجم السّاحلي
خاض تجربة احترافية طويلة في أوروبا (سترازبورغ – باير ليفركوزن - هانوفر 96 – شتوتغارت – فورتونا دوسلدورف – سان غال)
مُتحصّل على كأس إفريقيا مع المنتخب (2004)
أكثر من 80 مباراة دولية
شارك مع المنتخب في مُونديال في 2006


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.