في ذكرى الإستقلال المجيد ينزل المنتخب الأولمبي ضَيفا على جنوب السودان على أمل «الإنفصال» عن الفشل وقطع خُطوة أولى على درب الأولمبياد الذي لم نعرف له طَعما منذ 2004 : أي من عهد محمّد الجديدي وعلي الزيتوني وخالد فاضل وأنيس البوسعيدي الذي يَشغل الآن خُطّة مدرب مُساعد في فريقنا الأولمبي. حُلم الأولمبياد يبدأ اليوم من «جُوبا» وهي عاصمة جنوب السودان المُنفصل عن الشّمال دون أن «تَنقرض» منه لغة العَرب ودون أن يُمنع فيه رَفع الآذان. رحلة «النُسور الصّغار» إلى «جُوبا» ستكون «مَلغومة» بالنّظر إلى «حَرارة» المكان والغِياب المُنتظر للنّقل التلفزي ما يُوحي بتوفّر جميع الشروط المطلوبة لما يُعرف عندما ب»الغُورة» ولو أن هذا الأمر لم يُعد حِكرا على الأدغال الإفريقية وأصبح تَقليدا في عدد من الملاعب التونسية بعد «الثَورة» وقبلها مع اختلاف في أشكال التَنظيم لهذه «السّرقات» الكُروية. والثّابت أن سفرة المنتخب الأولمبي إلى جنوب السودان محفوفة بالمَخاطر ومن الضروري أن يتعامل معها المدرب الجديد ل «النسور الصغار» فريد بن بلقاسم بدهاء كبير وبأعصاب من حديد في سبيل الخروج بأخفّ الأضرار قبل حسم الترشّح إلى المرحلة المُوالية من التصفيات في ميدان بن قردان وهو الحِصن الآمن لإكتساح السودانيين وإعلان الفرح وذلك يوم 24 مارس بإذن الله السّميع العليم. عناصرنا الدولية تَحمل على عَاتقها مسؤولية ثَقيلة بما أن الأولمبيين لازمهم الفشل لسنوات طويلة ضيّعت خلالها الجامعة التونسية لكرة القدم أجيالا بأكملها دون طرد النّحس والذهاب إلى الأولمبياد الذي لنا معه قصّة قديمة تعود إلى أعوام الستينيات عندما «استكشفت» تونس هذه التظاهرة الكَونية للمرّة الأولى عبر جِيل الشتالي وكريت وبن عزالدين (في إيطاليا آنذاك). وقد دفع منتخبنا الأولمبي كذلك فاتورة غالية بفعل الخيارات العشوائية على مستوى الإطارات الفنية التي لم تكن في مستوى الآمال المَعقودة عليها وتضمّ لائحة العَابثين بأحلامنا الأولمبية عمّار السويح ونزار خنفير وماهر الكنزاري وأخيرا وليس آخرا شكري الخطوي الرّجل الذي وضعه الجريء دون وجه حقّ على رأس الأولمبيين قبل أن يَتفطّن رئيس الجامعة فَجأة إلى أن الفريق يَسير نحو الهَاوية ويُبادر بالتَغيير عشيّة الرّحلة السُودانية. ولا نعلم طبعا إن كانت الجامعة قد اختارت «التَايمينغ» الأمثل لعَزل الخطوي و»استرداد» بن بلقاسم من السعودية بحجّة خبراته بأجواء المنتخبات الوطنية ومعارفه الواسعة بكلّ أنواع «المُسكّنات» لمُداواة جِراح الأولمبيين وصِناعة الفرح في صُفوف المحبين. ولاشك في أن النتائج هي التي ستكشف عن جدارة بن بلقاسم من عَدمها بقيادة الفريق الأولمبي بقرار من الجامعة التي ارتكبت «جَرائم» فَظيعة في حقّ منتخبات الشبان لكنّها نجحت للأمانة في توفير كلّ وسائل الرفاهية للجيل الحالي الذي أقام عشرات المُباريات والتربصات الداخلية والخارجية وهوما يضعه أمام حتمية العبور إلى الكأس الإفريقية المُرشحة بدورها إلى الألعاب الأولمبية المُنتظرة في الأراضي اليابانية التي «يموت» فيها الناس من كَثرة العَمل وهو مفقود في كرة الجريء التي يَحكمها الإرتجال و»التَغوّل» وسط صَمت الدّولة المُساهمة بمليار أويزيد في تمويل المُنتخبات الوطنية وإدارتها الفنية المضروبة على يَديها ب»عَصا» الرئيس. البرنامج ذهاب الدّور الثاني من تَصفيات «كَان» أقل من 23 عاما في «جُوبا» (س14): جنوب السودان - تونس (الحكم الصّومالي عبد القادر عمر).