إلى حد علمي والله وأنت وهي أعلم أننا نعيش مرحلة ما بعد موسم تزاوج الكوارث في «كردونتي» الانتخاب ومستشفى الرضّع. إذ أنها تزاوجت وعششت وباضت وفرخت في الأرض والجو والبحر وكان الأمر المافيوزي مقضيا. وما دامت مجابهة الكوارث في البراري واليم والفضاء من أولى أولويات العسكر أسأل: إذا كانت أنظف وأرقى وأسلم وأنجع منشأة استشفائية عمومية بشهادة المريض والزائر والكبير والصغير والقاصي والداني هي المستشفى العسكري الحبيب ثامر حيث لا توجد نقابة. لماذا لا نجلب العسكر لمجابهة كوارثنا الاستشفائية في مستشفياتنا العمومية؟ أم أن شياطين الكوارث تخشى ملائكة الرحمة؟ وإذا دخلت ال«ستاغ» في ظلام الليالي السود. ولم تعد ترى أمام أنفها ولا حتى أمام أشفارها شيئا حتى ولو كان في حجم عمود كهربائي للضغط العالي العابر للدول. وإذا كانت ال«صوناد» قد جفّ ريقها وأضناها الظمأ ويتهددها العطش بالفناء. ولم يبق لها في الحنجرة سوى بعض بصاق بلاستيكي الشبه. لماذا لا نجلب للأولى منارات تنير سبيلها وللثانية ينابيع ترويها من العسكر؟ وإذا كانت مؤسساتنا للنقل البري والجوي والبحري قد تعاظمت كوارث انفلات حكمها أرضا وجوا وبحرا. لماذا لا نجلب لها الانضباط من العسكر؟ فهل ثمّة من يحمي من الكوارث أرضا وجوّا وبحرا غير العسكر أم أن من باضوا وفرخوا في الأرض والبحر والجو لا قدرة لهم على التعشيش والتبييض والتفريخ في أفواه المدافع؟ تنتخبوا أم لم تنتخبوا لن ينسحبوا. اليوم لا رؤية عندي غير العسكرة تذكرة إلى بر الأمان أرضا وجوا وبرا ثم نتحدث عن الديمقراطية الناشئة في أحضان المافيا.