حدثني سي المتولّي شيخ الحكم المحلي قال: اسأل مجرّبا ولا تسأل طبيبا قلت لله درّك يا شيخ الثورة والثوّارهات ممّا ملكت من الرعوانيات من حقل التجارب مادام أطباء الاختصاص قد هاجروا وانعدم الدواء في الصيدليات بما في ذلك الاسبرين المساند الرسمي للفقراء والمساكين في العيادات الخارجية لعلّي أجد عندك ما يجبر كسرا في خاطري. مسح لحيته بيده اليسرى وسوّى عمامته باليمنى وأردف قائلا: أحمد ربك على كسر في الخاطر في زمن «تكسير الخلائق» قلت: زيادة على الكسر في الخاطر أعاني من أعراض حمّى مستنقعات السياسة. قال: بعد البسملة والحوقلة وكلام آخر من قاموس الجنّ «دوّث الدستور واشراب ماءه» صباحا مساء ويوم الجمعة ينسيك وجع الرأس وآلام المفاصل وضيق التنفّس. قلت هوّن عليّ وزدني من زادك من الطب الرعواني الدستوري ما يشفي الغليل من الدستور قال: «أعكس فصوله بما في ذلك فصل الربيع العربي تعش سالما والقول فيك جميل». قلت: وكيف الوصول إلى بر الأمان؟ قال وهو يجلس على كرسي ورجلاه على آخر: سلني على الوصول إلى السلطة قلت كيف؟ قال: أسرع وسائل النقل العمومي الموصول إلى السلطة هو الركوب على الأحداث في الحملة الانتخابية وعلى النقل الريفي وشاحنات نقل العاملات الفلاحيات وشاحنات «جلاّبة» الماشية يوم الانتخاب. قلت وما دام لا أمل ولا خير يرجى ما العمل هل نسبّق الخير نلقى الخير. قال: «سبّق القفّة تلقى الأصوات».