جاء يسألني إن كنت أعرف نقلا افتراضيا عبر وسائل نقل افتراضية غير الدابة، والدراجة، و«الكريطة» والسيارة والشاحنة، والحافلة والقاطرة، والطائرة، والباخرة؟ وعن تسعيرته وعمّن يسعّره نسبة للسعير لا السعر؟ وعما اذا كنت أعرف هذه النوعية من النقل الذي يعتمد في سيره على الطاقة البديلة وهي الريح تحديدا؟ وعما اذا كنت أعرف أن له درجتين لا ثالث لهما. وهما درجة ما فوق الرفاه ودرجة الرفاه؟ قلت مثل ماذا يا رجل؟ قال مثل «بساط الريح» ذاك البساط الذي حلق ذات يوم بفريد الأطرش في سماء تونس الخضراء فوق غزلانها البيضاء في المرسى أو في حلق الوادي على الشواطئ تسبح ولا تخشى أسد الماء. قلت هوّن عليك يا صاحبي فذاك مجرد خيال شعري كاذب وأحسن الشعر عند العرب أكذبه. قال كنت أعتقد ذلك الى أن أصبح الشك يراودني في أن المسألة حقيقة. وأن فريد الاطرش زار تونس على بساط مدفوع بالريح فعلا ولا أستبعد أنه ترك ذاك البساط في ساحة المولّد الكهربائي بحلق الوادي. ولا أستبعد أنه اليوم أصبح ملكا من أملاك «الستاغ» ولا أستبعد أنها تستعمله كوسيلة نقل بين الحرفاء وبينها ومن بينهم أنا. قلت كيف؟ قال ما بين محلّي وفرع الستاغ مسافة دينار ب«التاكسي» أو ب«اللواج» وبأقل من دينار بالحافلة أو بالقاطرة لو كانت السكة الحديدية تمرّ من هناك. قلت ما هو بيت القصيد في كل هذا باختصار؟ قال أعوان «الستاغ» زاروا محلي على بساط الريح وهم في درجة ما قبل الرفاه راكبون. قلت وما هي حجتك على ذلك؟ فمدني بفاتورة استهلاكه للضوء وفيها من بين الاداءات ثلاثون دينارا مصاريف تنقل. ومن حيث لا أدري وجدت نفسي أغني معه للريح «مين عذّبك بتخلّصو مني»؟