من ضمن 23 بلدية بولاية صفاقس، 5 مجالس بلدية، تعاني من الخلافات والصراعات الحزبية، مما اثر على مردودها وعرقل أداءها وأثر على خدماتها للمواطن... «الشروق» تسلط الضوء على هذه المشاكل التي قد تتعمق مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية. مكتب صفاقس(الشروق) بداية لا بد من الإشارة إلى أن الهدف من هذا التحقيق ليس تقييم الأداء، فهذا الأمر في تقديرنا ليس من السهل مع مجالس بلدية منتخبة «جديدة» عمرها لا يتجاوز ال10 أشهر، بعضها مستحدث وبعضها يتحمل إرث نيابات خصوصية بنيت على محاصصات حزبية ضيقة فاكتفت بالتسيير اليومي للعمل البلدي دون وضع استراتيجيات للعمل .. ثقل انتخابي في صفاقس دائرتان بلديتان، صفاقس واحد وتضم 13 بلدية هي: الحنشة، العامرة، الأعشاش بوجربوع ،الناظور سيدي علي بلعابد، النصر، بئر علي بن خليفة، جبنيانة، الحزق اللوزة، ساقية الدائر، ساقية الزيت، الشيحية، قرقنة ومنزل شاكر، وقد بلغ عدد الناخبين المسجلين بهذه الدائرة 292539 ناخبا. دائرة صفاقس 2، تضم 10 بلديات هي : صفاقسالمدينة أوالكبرى، طينة، الصخيرة، العين، عقارب، العوابد الخزانانات، قرمدة، الحاجب، الغريبة، المحرس، وقد بلع عدد الناخبين المسجلين لهذه الدائرة 186558، ليكون بذلك العدد الجملي للناخبين بولاية صفاقس 497077 ناخبا. 6 بلديات من ضمن ال23 بلدية مستحدثة بولاية صفاقس هي بلدية الناظور، سيدي علي بن عابد بمعتمدية بئر علي بن خليفة، بلدية العوابد الخزانات بمعتمدية صفاقس الجنوبية، بلدية الحاجب بمعتمدية طينة، بلدية الحزق اللوزة بمعتمدية جبنيانة، بلدية الأعشاش بمعتمدية منزل شاكر، بلدية النصر بمعتمدية الحنشة. بعض هذه البلديات المستحدثة، لا تمتلك مقرا رسميا ونعني بها بلدية الأعشاش بوجربوع العودانة، ومع ذلك هي من البلديات النشيطة .. بعض البلديات سارعت بتغيير اسمها ونعني بها بلدية حزق اللوزة التي أصبحت حزق اللوزة اللواتة، استجابة لمطالب مواطني منطقة اللواتة ...وبعضها يفتقر للرصيد البشري اللازم وهنا يمكن الجزم أن أغلبها يفتقد للرصيد البشري بل واللوجستي، لذا من التجني والظلم الحكم على أدائها .. استقرار... لكن الغريب، أن هذه البلديات الجديدة والمستحدثة لم تهزها الصراعات الحزبية الضيقة، أو على الأقل لم تطف على الساحة خلافاتها الحزبية الداخلية وعمل مستشاروها المنتخبون وفق مصلحة منطقتهم دون حسابات سياسية أو سياسوية، خلافا للبلديات « القديمة « التي لم ينعم بعد رئيسها حتى على الجلوس على كرسي الرئاسة ..هنا نتحدث عن بلدية الصخيرة التي تأسست سنة 1985 وبات لها تقاليد في العمل البلدي . بلدية الصخيرة وإلى حد الآن بلا رئيس ،..فالرئاسة وكما هو معلوم آلت للمستقل خالد فتيريش، لكن البعض من أعضاء النهضة والنداء مدعومين بعدد من المواطنين رفضوا توليه الرئاسة، فتحولت ملفات البلدية إلى المحاكم وكان القضاء إلى صف الرئيس المستقل، لكن الرئيس سجل أول « سياحة بلدية « وخرج من صفة الاستقلالية ليتحزب وينتمي إلى التيار الديمقراطي وهو الحزب الذي « تجند « للدفاع عن « مناضله « الجديد ليدخل في خلافات مع النداء والنهضة .. بلدية العين، رفض رئيسها الدكتور خالد معلى المنتمي إلى النهضة التفرغ، وتمسك بمهنته الأصلية كطبيب مع مهامه كرئيس بلدية ليخالف بذلك مقتضيات الفصل 6 من أحكام مجلّة الجماعات المحلية الذي يقر صراحة تفرغ رؤساء مجالس الجماعات المحلية، والنتيجة خلافات مع القانون ومع بقية المستشارين وخاصة ممثلي النداء والتيار الديمقراطي الذين يقاطعون الجلسات ويصدرون البلاغات تحت يافطة أحزابهم . وفي بلدية ساقية الزيت، اتّهم المكتب المحلي للجبهة الشعبية في وقت سابق ممثلي حركة النهضة بالمجلس البلدي بالسعي الى اخضاع المرفق العام ونزعة الهيمنة وإحكام السيطرة عليه من خلال محاولة تمرير ميزانية البلدية بكافة السبل وعدم تشريك المواطنين والمجتمع المدني في أخذ القرارات في مخالفة صريحة لمبادئ الشفافية والديمقراطية التشاركية مع تراخيها المتعمد في الاستجابة لتطلعات المواطنين» حسب بلاغ صادر في الغرض . موجة الخلافات ببلدية ساقية الزيت هدأت نسبيا، والمتابعون للشأن البلدي يؤكدون انه الهدوء الذي يسبق العاصفة مع قرب الانتخابات التشريعية والرئاسية . هدوء يسبق العاصفة في بلدية جبنيانة، « استقال « 16 مستشارا من النهضة و النداء متهمين رئيسة البلدية جودة الزغيدي المنتمية للجبهة بالتفرد بالرأي، وبعد خلافات حادة، عاد الوئام من جديد بتغليب مصلحة الجهة على المصالح الحزبية، لتثار مشاكل أخرى خلال الأسبوع الفارط مع بلدية الحنشة حيث اتهم 13 من ضمن 24 مستشارا من المجلس البلدي بالحنشة رئيس البلدية بسوء التصرف وقرروا تبعا لذلك تعليق نشاطهم بالمجلس . وقد أصدر المنسحبون بيانا عبروا فيه عن « انسداد كل سبل العمل مع رئيس البلدية وبقية أعضاء المجلس من منتسبي حركة النهضة لسوء التصرف في المسؤولية والانفراد بالقرارات لما يخدم حزب حركة النهضة على حساب مصلحة أهالي بلدية الحنشة» .. رئيس البلدية عادل خديم الله، سارع بتكذيب ما وصفه ب « الإدعاءات الواهية التي يراد من خلالها تهميش إنجازات المجلس البلدي المنتخب وأن محاضر الجلسات خير دليل على ذلك». بقية البلديات التي لم نتوقف عندها، لم تسلم هي الأخرى من المشاكل الداخلية الحزبية في اغلبها، بل إن رئيس بلدية صفاقس الكبرى منير اللومي لم يسلم من حزبه النهضة - الذي انتمى إليه بصفة مستقل - حين اقتنى سيارة ب148 الف دينار، ويكفي أن تتصفح صفحات المنتمين لحركة النهضة على الفايسبوك لتقف على حقيقة هذه الانتقادات التي بلغت مرحلة التبرؤ من منير اللومي . خلافات حزبية...تتعمق البلديات الأخرى بولاية صفاقس والتي يمكن وصفها بالبلديات « مستورة الحال « لم تسلم هي الأخرى من المشاكل بعضها حزبي والبعض الآخر إداري، فعدد من رؤساء بلدياتها يتنازعون مع المعتمدين في ظل غياب الوضوح في المهام والصلاحيات، وحدود السلطة المحلية المعينة وصلاحيات السلطة المحلية المنتخبة .. مجموع هذه الخلافات مما ذكرنا ومما لم نذكر، أثرت على سير هذه المجالس المحلية المنتخبة، وينتظر حسب المتابعين للشأن البلدي أن تتعمق باقتراب الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والرئاسية في ولاية ذات ثقل انتخابي بارز، وفي مجالس بلدية تضم أحزابا متنافرة تاريخيا – النهضة والجبهة – وأحزابا توافقت ثم تنافرت – النهضة والنداء – وأحزابا صاعدة ممثلة في بلديات صفاقس – التيار الديمقراطي، الحزب الدستوري، آفاق، المبادرة وغيرها من الأحزاب التي تجد دعما قويا من القائمات المستقلة التي سارع بعضها بالكشف عن انتمائه الحزبي الخفي ... الخلافات الحزبية قد تتعمق وتلك ضريبة الديمقراطية التي نرنو إلى إرسائها في مجالس بلدية باتت تتمتع بصلاحيات هامة لتسيير الشأن المحلي بكل استقلالية..لكن هذه الإستقلالية محكومة بتراتيب وقوانين انتخابية تفرض التوافقات لتسيير الشأن البلدي.