بعد القبض على العناصر التي خططت لاقتحام ميناء حلق الوادي و مواصلة البحث عن باقي المجموعات التي حرضت تبين أن المخطط كان يهدف الى «الحرقة» عبر السفن الراسية بالميناء باستعمال العنف .. تونس (الشروق) بعد ساعات من الكر و الفر بين وحدات الأمن و المجموعات التي كانت تنوي استعمال سفن راسية كأداة للأبحار خلسة نحو دول اوروبية تبين ان عددا منهم دفعوا مبالغ مالية الى احد العناصر الذي وعدهم بانه سيقوم بتهريبهم عبر عدد من سفن الميناء و بانه اتفق مع بعض الأعوان لتسهيل العملية ليتبين انها خدعة و بانهم تعرضوا لعملية تحيل من قبله و هو ما جعلهم يقررون اقتحام الميناء و التهجم على العمال لكن تم التصدي لهم و تفرقتهم ثم القبض على العشرات منهم ليتجاوز العدد الى حد يوم أمس أكثر من 100 متهم من بينهم فتيات و أطفال تم استعمالهم في «الحرقة» كأداة للتسلل نحو الميناء في مرحلة اولى و اقناع الإيطاليين بتمريرهم في صورة نجاحهم في المرور من المياه الاقليمية . كما تم امس الاحتفاظ ب70 متهما في محاولة الابحار خلسة و استعمال اسلحة بيضاء على غرار سكاكين ومواد صلبة في عملية الهجوم على ميناء حلق الوادي فيما تتواصل التحقيقات مع 30 آخرين في حالة سراح حسب ما أكده الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية . المخطط وحسب مصدر مطلع من ميناء حلق الوادي في تصريح ل«الشروق» فإن الموانئ سواء منها التجارية او غيرها تشهد دوما عمليات "حرقة " هدفها تهريب الراغبين في الهجرة عبر السفن و تتحصل مافيات الحرقة على مبالغ مالية هامة عن كل شخص ينجح في الوصول للسفينة مضيفا في هذا السياق انه اثر فاجعة «قرقنة» و التي راح فيها عدد كبير من الشباب التونسي تم الاعتماد على استراتيجية امنية وديوانية جديدة للحد من «الحرقة» واستغلال السفن في هذه التجاوزات كما تم ايضا التنسيق مع الشركات الاجنبية التي تملك سفنا تدخل المياه الاقليمية مؤكدا انه تم التصدي لهذه العناصر و من المستحيل السماح لأي عنصر اجرامي ان يدخل للميناء و يتهجم على اعوانه . من جهته اعلن ديوان البحرية و الموانئ أن عمليّات محاولة التسلّل للميناء أصبحت بمثابة الظاهرة اليوميّة لدى العديد من الشباب وحتّى بعض الأطفال، مبينا أن هذه العمليات لم تتّخذ البتّة شكلا منظّما أو عنيفا وتبقى من باب المحاولات للوصول إلى السّفن الراسية بالميناء وتابع الديوان أن الوصول إلى الأرصفة والتسلّل إلى داخل السّفن من شبه المستحيل باعتبار الحراسة المفروضة على هذا الفضاء من ناحية وتواجد أجهزة المراقبة الإلكترونيّة على متن السّفن و اضاف ديوان البحرية والموانئ أنه أمام تفشّي هذه الظاهرة خلال الفترة الأخيرة، تمّ إدراج هذه المسألة ضمن النقاط القارّة لاجتماعات لجنة السّلامة والأمن لميناء حلق الوادي التي وضعت برنامج عمل بالترفيع في الأسوار المحيطة بالميناء ووضع منظومة إلكترونيّة للمراقبة لجميع المنافذ والمحيط الداخلي وهي مشاريع بصدد الإنجاز على أن يتمّ استغلالها خلال نهاية النصف الأوّل من هذه السّنة.