* تونس الشروق: سرى بالأمس خبر الاعتداء على قبر الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد، سريان النار في الهشيم، لكن تبين إثر معاينة المكان، أن الاعتداء كان على رخامة، كتب عليها قصيد الشاعر. وكان من أوائل المشاركين والمعلقين على الخبر، رئيس حركة مشروع تونس، محسن مرزوق، حيث قال في تدوينة أرفقها بصور، على صفحته بالفايسبوك: "الاعتداء على ضريح الشاعر أولاد أحمد البارحة جريمة يجب التحقيق فيها ومعاقبة مرتكبيها أشد عقاب.. أدعو نساء البلاد ورجالها الأحرار للتنقل لموقع الجريمة أمام ضريح الشاعر الوطني الكبير للتعبير عن رفضهم لهذا الإجرام وتجديد التزامهم برسالة الشاعر الفقيد وحبهم له". وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي إلى غاية عصر الأمس الخميس 28 مارس 2019، هذا الخبر كما جاء في البداية، ومن بين التعاليق التي نزلت حدث الاعتداء في إطاره الزمني، الشاعر الدكتور علي الورتاني حين قال في تدوينته: "بينما تحتفل تونس بأيام قرطاج الشعرية يُهان الشعر والشاعر ويقع العبث بقبر الشاعر الثوري الموهوب محمد الصغير أولاد أحمد... لم يسلم منهم حيا ولا ميتا... لأنه أحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد..." واعتبر الباحث عبد الجليل بوقرة أن "خفافيش الظلام يعتدون على ضريح الشاعر أولاد أحمد بمقبرة الجلاز بتونس... ذلك هو أسلوبهم: العنف ضدّ البشر والحجر... ومحاولات بائسة لتوجيه الحملات الانتخابية وجهة سخيفة كما فعلوا في الانتخابات السابقة عندما اعتدوا على ضريح الطاهر الحداد..." من جانبها أكدت الإعلامية صوفية الهمامي إنه يتم مجددا الاعتداء على قبر الشاعر الصغير اولاد احمد امام صمت الجميع.. مبرزة أنه تم إصلاح وبناء القبر اربع مرات دون نشر صور أو الحديث في الموضوع تجنبا لأي تأويل.. التكذيب ومن نشر الخبر، إلى تكذيبه لاحقا، وكانت البداية مع الإعلامي سمير الوافي، حين نشر تدوينة على صفحته بموقع "فايسبوك" جاء فيها ما يلي: "الاعتداء على قبر الصغير أولاد أحمد رحمه الله مجرد إشاعة... وزير الثقافة زار اليوم قبر الراحل مع عائلته لقراءة الفاتحة عليه في ذكرى وفاته... وتمت صيانة القبر بإعادة تهيئته ولم يتعرض لأي اعتداء...!". وأضاف الوافي في ذات التدوينة: "الذي روج الخبر شخص مريض من صناع الفتنة... والاشاعة هدفها سياسي وانتخابي في هذا التوقيت... لكن الكارثة أن هناك سياسيين وأحزابا تسرعوا وعلقوا وصاغوا موقفا من الاعتداء المزعوم دون التثبت...يعني ردوا وعلقوا على إشاعة... وهذا لا يليق سوى بالهواة في عالم السياسة..". الحقيقة، في توضيح الوزارة وما ذكر حول زيارة وزير الشؤون الثقافية للقبر كان صحيحا، حيث أكدته لنا مصادر من وزارة الشؤون الثقافية، قبل أن تنشر "موزاييك" صورا لهذه الزيارة، ولم ننتظر طويلا لنتصل بأحد الحضور الذي أكد أن القبر لم يمسسه سوء كما أشاع، لكن الرخامة المجانبة له يمينا والمكتوب عليها قصيدة أولاد أحمد هي التي تم الاعتداء عليها. وفي حدود الساعة الثالثة والربع بعد الزوال نشرت وزارة الشؤون الثقافية توضيحا، مشفوعا بالصور في ما يلي نصه: "بطلب من السيد رئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد، أدى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين صباح اليوم 28 مارس 2019 مرفوقا بوالي تونس الشاذلي بوعلاق وحسونة الناصفي عضو مجلس نواب الشعب زيارة إلى مقبرة الجلاز لمعاينة ضريح الشاعر التونسي محمد الصغير أولاد احمد، وذلك على اثر ما تم تداوله من صور بمواقع التواصل الاجتماعي تؤكد الاعتداء على قبره. ويهم وزارة الشؤون الثقافية توضيح أنه في إطار إعادة تهيئة وترميم عدد من القبور بإشراف بلدية تونس تم استهداف قصيد شعر كُتب على لوحة رخامية خارج الضريح الذي لم يتعرض لأي نوع من الأضرار. وإلى حين القيام بالأبحاث التي تبرز الأطراف المسؤولة عن الحادثة تذكر وزارة الشؤون الثقافية بأهمية احترام رموز البلاد من المثقفين الراحلين واحترام المقابر معتبرة أن كل اعتداء من هذا القبيل هو اعتداء على الشأن الثقافي عامة برموزه وشخصياته الاعتبارية واستهدافا لقيم الجمهورية. وللتذكير فقد غادر الشاعر الكبير محمد الصغير اولاد حمد الحياة في 5 أفريل 2016، ونحيي بعد أيام قليلة الذكرى الثالثة لوفاته.".