تعزيز صورة تونس في الخارج، وتقوية حظوظ الاستثمار والتنمية فيها، علاوة على استعادة الاشعاع الديبلوماسي والقدرة على المبادرة ،،،هي أهم فرص الاستفادة التي من الممكن أن تحققها بلادنا بمناسبة القمة العربية التي تنتهي اشغالها اليوم. تونس- الشروق: : نجحت تونس في احتضان الدورة 30 للقمة العربية التي تنتهي اشغالها اليوم باجتماع القادة العرب، وتحولت في الايام الاخيرة الى فضاء محل تنويه في سياقات القدرة على تنظيم تظاهرة لافتة وفي الثناء على تجربتها الديمقراطية الناشئة، فماهو مدى استفادة تونس من تنظيمها للقمة وفق عدد من خبراء المجال ؟ مكاسب سياسية وديبلوماسية ويرى استاذ القانون الدولي رافع بن عاشور في تصريحه ل''الشروق'' أن تنظيم تونس للقمة العربية التي كانت ستعقد في البحرين يعد مكسبا ديبلوماسيا وسياسيا يؤكد قدرة بلادنا على تجميع جل الاقطار العربية على الرغم من الخلافات والصراعات. واعتبر بن عاشور أنّ أمن تونس من أمن ليبيا لافتا الى ان احتضان بلادنا للقمة العربية على اراضيها يمنحها الفرصة لتعزيز حضورها في الملف الليبي في سياق تهدئة الصراع الدائر فيها وتحقيق أكبر قدر من الامن والاستقرار. ولفت بن عاشور الى أن القمة العربية المنعقدة في تونس لاول مرة بعد الثورة دليل اضافي على نجاح التجربة الديمقراطية والتي يمكن ان تتحول الى نموذج فريد يتم تسويقه الى باقي الاقطار العربية والتي تنعدم فيها مناخات الحرية . تعزيز مناخ الاستثمار كما اعتبر رافع بن عاشور ان لتنظيم تونس القمة العربية فوائد عديدة لبلادنا منها تحقيق الانتعاشة الاقتصادية وتنشيط الحركية التجارية وتعزيز صورتها في الخارج وتقوية حظوظ الاستثمار فيها ، مضيفا بأن ترؤس تونس لمجلس القمة العربية على مدار السنة من شأنه أن يكون عاملا يدفع الى مزيد التعاطف مع انجاح تجربة الانتقال الاقتصادي لتونس مستقبلا. ومن جانبه شدد المدير السابق للعلاقات العربية الاوروبية بجامعة الدول العربية احمد الهرقام في تصريحه «للشروق» على وجوب التحلي بالواقعية في ظل الظروف العربية العويصة والدقيقة والتي تجعل من الحلول الممكنة قليلة جدا ان لم تكن نادرة. ولفت الهرقام الى ان استضافة تونس للقمة العربية يعد في حد نفسه مكسبا مهما يؤكد عودة الاشعاع الديبلوماسي لبلادنا التي سبق لها ان احتضنت مقر جامعة الدول العربية ل10 سنوات اعترافا من الدول الاعضاء بقدرتها على الاقتراح والتنظيم وطرح اليات العمل العربي المشترك. وأضاف أحمد الهرقام أن هذه القمة من شأنها ان تدفع في سياق تعزيز مناخ الاستقرار الجاذب للاستثمارات الواعدة وتبوئها مكانة ايضا لتكون البلد الجامع لكل الفرقاء على الرغم من الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب الذي وصفه بالمخيب للآمال، حيث انه سجل اجماعا على رفض انتهاك القانون الدولي وعلى عروبة الجولان من دون أن يطرح الاليات الضرورية المستوجب اتباعها لمجابهة هذا القرار. التسويق لصورة تونس ومن جهته اعتبر الديبلوماسي السابق أحمد ونيس في تصريحه''للشروق'' أن المخرجات النهائية للقمة العربية المنعقدة في تونس لم تتوضح بعد خاصة في مستوى الملف الليبي بسبب تباين اراء القادة العرب بين المشرق والمغرب العربي. وبين ونيس ان الديبلوماسية التونسية تحظى باجماع عربي على نجاحها وان هذه القمة تمنح تونس فرصة ذهبية لاستعادة اشعاعها بعد الانتكاسة التي عرفتها زمن حكم الترويكا، لتكون قاطرة الدفع والتحرك في محيطنا الخارجي بأكثر ثبات.ولفت احمد ونيس الى أن الحضور العربي في قمة تونس يعكس تجاوز جل القادة العرب لمرحلة العدائية لتجربة الانتقال الديمقراطي لبلادنا وبالتالي من المرجح أن تكون الفترة القادمة مهمة في مزيد التسويق لمكانة تونس و صورتها في محيطها العربي والاقليمي وتحقيق الاستفادة من ذلك.-في المقابل يرى الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي عكس ذلك معتبرا أن تطلعات تونس في توحيد الصف العربي وتنقية الاجواء بين القادة العرب تصطدم بدعم بعض الدول لتونس من منطلق الاصطفاف في المحاور الخليجية التي زادت في اضعاف كل العرب.واعتبر العبيدي أن القمم العربية حدث دوري يقبل فيه اعضاء الجامعة العربية احتضان دوراتها بالتناوب حيث لا يمكن الحديث في هذا المجال عن تحقيق استفادات كبرى عدا تحقيق الانتعاشة النسبية في قطاعات السياحة والتجارة .