«قمة العرب»... بأي حال عدت يا قمة !؟...بفلسطين المغتصبة من الصهاينة صباحا مساء وتستغيث وما من مجيب ! بسوريا الممزقة والمبتورة الأطراف والتي أهدى ترومب جولانها الى الصهاينة ! باليمن الجائع المشرد الممزق بالحرب ! بليبيا المقسمة التي تغيب فيها الدولة وتعربد فيها الميليشيات وتتصارع من أجلها القوى الكبرى !.... بماذا عدت تحديدا يا قمة. الآن وفي هذا الظرف الحالك لكل الأمة تقف أعناق الشعوب العربية مشرئبة نحو القمة الثلاثين للجامعة العربية المزمع عقدها غدا الأحد في تونس، ورغم ما سبق من قمم كررت نفسها ومخرجاتها الا أن الأمل لا يزال قائما في أن يتدارك العرب أمرهم ويوحدوا صفّهم وينصروا شعوبهم وقضاياهم ويتجاوزوا خلافاتهم الضيقة التي جعلت العدو الامريكي والصهيوني يختلي بهم دولة دولة لينشر فيها الفوضى والدمار والانقسام. ان هذه القمة تاريخية بكل ما للكلمة من معنى ومن سقف توقعاتها تبرز أهميتها فهي تأتي في سياق تاريخي تعيش فيه الامة العربية أوهن حالاتها ولا يمكن أن يكون الأمر مجرّد نزهة وتصريحات وادانات. القرارات...نعم الشعوب العربية عطشى لقرارات تعيد لها هيبتها وكرامتها وسيادتها فليس من الممكن أن يكون الساسة العرب أقل وطنية وكرامة وحبا لعروبتهم وأوطانهم، بل إنها اللحظة الحاسمة لقلب تاريخ الجامعة من تونس تحديدا. انه الوقت المناسب تماما لإيقاف النزيف العربي من فلسطين الى سوريا الى اليمن و ليبيا وغيرهم...والا فإن القادم أمر وأدهى ونحن أمام «صفعة القرن» التي توجه للقضية الفلسطينية...لا يمكن أن نسقط أكثر من هذا الوضع الذي نحن فيه. فماذا تنتظر الشعوب من هذه القمة؟ اي آمال وطموحات معلقة عليها؟ وهل تكون قمة تاريخية تعيد للعرب كرامتهم؟ تونس : «الشروق» وتعلق الآمال على قمة تونس تحديدا بأن تكون مختلفة حيث عدلت فيها كل القوى الفاعلة الرسمية والشعبية على السواء بوصلتها لتتجه صوب إعادة رسم ملامح المشهد العربي والخروج بنتائج إيجابية تعيد التوازنات السياسية في المنطقة. ومن المنتظر وفق تصريحات رسمية، أن يحضر القمة غالبية ملوك وقادة الدول العربية، لرص الصفوف والبحث عن حلول ناجعة لأزمات المنطقة العربية فضلا عن تعزيز العمل العربي المشترك. جدول أعمال سيلتئم القادة والرؤساء العرب، غدا الأحد، لتدارس مستجدات وتطورات عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويتضمن جدول أعمال القمة نحو عشرين مشروعا وملفا، على رأسها القضية الفلسطينية، وأزمة سوريا والوضع في ليبيا واليمن ودعم السلام والتنمية في السودان. وتنعقد الاجتماعاتُ التحضيرية في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، على أن يحتضن قصر المؤتمرات «قمة الأحد». وتأتي القمة الثلاثون، بعد أشهر من اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترومب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وبعد أيام من إعلان الرئيس نفسه الاعتراف رسميًا بسيادة تل أبيب على مرتفعات الجولان المحتلة عام 1967. قمة استثنائية تشكل القمة العربية في تونس نقلة مختلفة ومفصلية لاسيما أنها تنعقد في وقت يشهد تصعيدًا متعدد الأبعاد، كما أنها محاطة بآمال عريضة للوصول إلى توافق وتضامن يكسر الانقسامات العربية ويرأب صدع الخلافات المتجذرة. وتعكس القمة وفق مراقبين للشأن العربي تحولا سياسيا بأبعاد نوعية يرتبط بالزمن وحساسيته، حيث تأتي في توقيت تتعدد فيه الرهانات وتتداخل فيه الحسابات العربية الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية جاعلًا جدول أعمالها متخمًا وحافلًا بقضايا مصيرية تلامس الواقع العربي بأكمله. وعلى الرغم من الحسابات العربية المتباينة التي قد تنعكس على مسار نتائج القمة يظل الهدف الأساسي منها حسب متابعين في رسم ملامح مرحلة عربية جديدة هو انقشاع الضباب الذي أحاط بالمشهد العربي طيلة سنوات. والمميز في هذه القمة تعدد العوامل التي سوف تمكنها حال توفرت الإرادة السياسية من تجاوز الحالة العربية الراهنة والانتقال إلى تحديد أولويات المرحلة المقبلة ومستجداتها وإعادة ترتيب المشهد بعيدًا عن الأجندات والحسابات المتباينة. تحديات كبرى تقف المنطقة العربية الآن على حافة مرحلة جديدة يتخللها كثير من المخاطر والتهديدات ويضفي انتقال رئاسة القمة من المملكة بدورها المحوري وأهميتها الاقتصادية وثقلها السياسي إلى تونس بدبلوماسيتها الهادئة صورة أخرى لمشهد القمة وأهمية مفصلية وفق تصريحات الكثير من المختصين في الشأن العربي، وتعكس أجواء التفاؤل بالقمة المرتقبة رغبة حثيثة في بلوغ تنسيق عربي مشترك لفتح آفاق جديدة من أجل تضامن عربي أكثر عمقًا. ويوفر الحجم المتزايد من التحديات والرهانات بيئة خصبة للقمة للاقتراب أكثر من عمق الأزمة العربية ومحاولة تفكيكها عبر إلغاء التناقضات في الرؤى والوصول لحلول يستطيع عبرها الوطن العربي أن يدخل مرحلته المقبلة بملامح جديدة تخلو من الانقسامات والخلافات والتباين في التوجهات والرؤى. ومن المتوقع أن يرتفع منسوب التنسيق «العربي- العربي» إلى مستوى أعلى، ليمهد إلى تعاون أوسع وتشكيل رؤية استراتيجية متكاملة تفرض الأولويات العربية في مواجهة التحديات والمخاطر المتربصة بالمنطقة. وتعلق الآمال في أن يبلغ القادة العرب في القمة مبتغاهم بدءًا من تحقيق مزيد من التنسيق والتضامن والتوافق مرورًا بالتأكيد على أهم القضايا المصيرية التي تعصف بالمنطقة انتهاء بتفعيل الدور العربي ليصبح قادرًا على التصدي للتحديات المقبلة.