رفض القادة العرب ، في «بيان تونس» الصادر مساء أمس عن القمة العربية العادية ال30 الملتئمة ببلادنا ، القرار الأمريكي الأخير حول سيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان السوري المحتل، والاعتراف بالقدس عاصمة للصهاينة . تونس (الشروق): وأكد البيان الختامي الذي تلاه وزير الخارجية خميس الجهيناوي أن كل قادة الدول العربية أكدوا على أنّ الجولان أرض سورية محتلة، وفق القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي . وأعربوا عن رفضهم محاولات فرض سياسة الأمر الواقع وتكريس سيادة «إسرائيل» على الجولان، لما يمثله ذلك من انتهاك خطير للقرارات الدولية وتهديد للأمن والاستقرار، وتقويض لكلّ آفاق تحقيق السلام في المنطقة. كما شدد البيان الختامي المتكون من 17 بندا على أنّ أيّ قرار أو إجراء يستهدف تغيير الوضع القانوني والديمغرافي للجولان غير قانوني وملغى، ولا يترتب عنه أي أثر قانوني مؤكدا على الدعم العربي الكامل لحق سوريا في استعادة الجولان المحتل. وقال البيان إن الدول العربية ستلجأ إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار ضد الاعتراف الأمريكي بالجولان. كما شدد البيان الختامي على أهمية الدور العربي في مساعدة الشعب السوري على الخروج من الأزمة الراهنة، بما يمكّن سوريا، باعتبارها جزءا أصيلا من العالم العربي، من استعادة مكانتها الطبيعية على الساحة العربية، وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتحصينها ضدّ التدخلات الخارجية والاختراقات. وأشار البيان الختامي الى المكانة المركزية للقضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك و مواصلة بذل الجهود من أجل إعادة إطلاق مفاوضات جادّة وفعالة ضمن جدول زمني محدّد، تساعد على التوصل إلى تسوية تحقق السلام العادل والشامل وفق مرجعيات العملية السلمية وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كما طرحت سنة 2002، ومبدأ حلّ الدولتين. كما أكدت القمة على الالتزام بتوفير الدعم المالي للميزانية الفلسطينية بما يضمن صمود الشعب الفلسطيني. كما أدان البيان الختامي الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي . كما رفض جميع الخطوات الأحادية «الإسرائيلية» لتغيير الوضع القانوني لمدينة القدس. وقال الجهيناوي خلال تلاوة البيان إن « القادة العرب أكدوا على حرصهم على وحدة ليبيا وسيادتها، ورفضهم الحلول العسكرية ولكلّ أشكال التدخّل في شؤونها الداخلية. ودعوا إلى الإسراع بتحقيق التسوية السياسية الشاملة في إطار التوافق والحوار دون إقصاء، وعلى أساس الاتفاق السياسي، وفق المسار الذي ترعاه الأمم المتّحدة، بما يعيد الأمن والاستقرار إلى ليبيا وينهي معاناة الشعب الليبي الشقيق. وشدد البيان الختامي على مطالبة إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأكد على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، التي تحتلها إيران. وتابع البيان الذي تلاه الجهيناوي : «نؤكد على أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، والامتناع عن الممارسات والأعمال التي من شأنها تقويض الثقة والاستقرار في المنطقة». ومن جهة أخرى ،أدان القادة العرب استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على السعودية من الأراضي اليمنية. كما عبروا عن مساندتهم للجهود الإقليمية والدولية لإعادة الشرعية إلى اليمن. وفي سياق آخر ،ثمن القادة العرب ما حقّقه العراق من نجاحات في دحر التنظيمات الإرهابية مؤكدين حرصهم على وحدة وسلامة أراضيه، ودعمهم لجهوده في إعادة إعمار المناطق المحررة. وذكر البيان أنه من غير المقبول بقاء المنطقة العربية مسرحاً للتدخلات الخارجية. وتحدث عن ضرورة العمل على التوصل إلى تسويات في سوريا وليبيا، والحفاظ على وحدة أراضي العراق، واستقرار لبنان وتنمية الصومال.