تونس (الشروق): تأسّست المدرسة الابتدائيّة أولاد بوعزيز بمنزل بوزيّان من ولاية سيدي بوزيد ببادرة من «أعيان» الجهة ومساهمة أبناء «العروش» وقتها لأجل مقاومة الأميّة ورفع الجهل عن الناشئة. وفتحت المدرسة أبوابها خلال السنة الدراسيّة 1950 – 1951 بقاعتيْن وذلك تحت إدارة المربّي منوبي العكشي والمعلم الوحيد حسن الزرقوني. وتُعتبر هذه المدرسة من أقدم المدارس بالجهة وقد ساهمت على امتداد قرابة 7 عشريّات خلت في تخرّج عدّة أجيال متعاقبة من التلامذة. وأشعّ الكثير منهم بالداخل والخارج بعد التخرّج في وظائف ومسؤوليّات عليا في مختلف المجالات والاختصاصات بدعم وإحاطة تشجيعيّة من قبل مربّين درّسوا بهذه المدرسة وانخرطوا بفاعليّة في محيطهم الاجتماعي. ويحرص البعض من التلامذة القدامى على زيارة هذه المدرسة العريقة والوقوف على «عتبة» شذرات معرفيّة مجيدة واستحضار ذكريّات ناصعة «المقامات». ووفاء لمزايا مدرستهم وأفضالها عليهم يتبرّع لها البعض بين الحين والآخر بالوسائل والمعدّات دعما لشموخها وتواصل رسالتها عبر ترابط أجيالها. وبمرُور 69 سنة على إحداثها ظهرت على بنيتها التحتيّة علامات «الشيخوخة» وتلاشى السّور المحيط بها والحافظ على مرّ السّنين لقدسيّة حرمتها. بادرة تجديد وتعصير وضمن استراتيجيّة دعمها للمؤسّسات التربويّة وخصوصا الريفيّة منها والتي تشكو من النقائص العميقة بادرت شركة الاتصالات «أوريدُو» مؤخرا بتنفيذ مشروع إعادة تهيئة البنية التحتيّة لهذه المدرسة وذلك بعد تحديد نوعيّة التّدخل وإنجازه عن طريق مقاول من خلال تجديد سقف قاعتيْن وإعادة تجليز قاعات الدراسة الأربعة. هذا إلى جانب تغيير كل أبواب ونوافذ القاعات وكلس وتزويق جدرانها الداخليّة والخارجيّة إضافة إلى التجديد الكلي للمجموعة الصحيّة وربطها بالماء. واحتفاء بنهايّة الأشغال نظمت «أوريدُو» يوم 13 مارس 2019 يوما تنشيطيا مفتوحا لتلامذة المدرسة. وتحفيزا للتلامذة على المطالعة قدّمت الشركة هبة ب1690 قصة وكتابا متنوّع الأغراض المعرفية إلى جانب مستلزمات مدرسيّة وحاسوبيْن محموليْن بغية توظيفها مُتجمّعة في التدريس. وضمن التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة تبرّع الدكتور مختار عمامي أحد تلامذتها القدامى والمقيم بكندا بتكاليف انجاز سور يحيط بالمدرسة من كافة الجهات بهدف حفظ مكوناتها وسلامتها الشاملة والذي انتهت أشغاله قبل نهاية العطلة المدرسية. وباستكمال جملة أشغال التهيئة والصيانة والتجميل أخذت المدرسة مظهرا جديدا يليق بتاريخ عراقتها إضافة إلى توفير الظروف الملائمة للدراسة والتدريس على حدّ السّواء. ويبقى المأمول أن تتظافر جهود إدارة المدرسة والمربّين والأولياء على حدّ السّواء من أجل تنظيم حملة تشجير وتزيين للساحة الكبرى للمدرسة.