تونس(الشروق) ضمن مقاصد فرنسة الهويّة التونسيّة الأصيلة أسّست سُلطة الحمايّة الفرنسيّة المدرسة الابتدائيّة الحلفاوين سنة 1905 في مبنى كان قصرا للوزير مصطفى خزندار وسكنه لاحقا الجنُود الفرنسيون. وانطلقت هذه المدرسة العريقة ب 4 قاعات و118 تلميذا أكثرهم من التونسيين وتخرّجت منها أجيال مُتعاقبة. وفي إطار مشرُوع إعادة تهيئة وتهذيب منطقة باب سويقة والحلفاوين وقع تشييد مدرسة سيدي العلوي كامتداد للذاكرة والأثر التاريخي التعليمي والتربوي لمدرسة الحلفاوين وذلك سنة 1986 بكُلفة 500 أد. وانطلقت في بدايتها ب 825 تلميذا و28 قسما. مؤشرات العودة وبافتتاح السنة الدراسيّة 20182019 التحقق 400 تلميذا بمقاعد الدراسة في 16 قاعة ويُشرف على تدريسهم 25 مُربيا وتتوفّر بالمدرسة قاعة إعلاميّة مُرتبطة بالإنترنات ومُجهّزة ب 8 حواسيب قارّة منها 6 معطّبه منذ أواخر السّنة الفارطة!!. إلى جانب مكتبة تحتوي على قُرابة 500 عنوان وقاعتيْن مخصّصتين للأنشطة الثقافيّة على غرار نوادي المسرح – المطالعة – التربيّة الصحيّة – البيئة والمحيط وذلك بإشراف مُربين مُتطوّعين. إشكاليّات مؤثّرة وفي لقاء مع السيد بلقاسم البشيني مدير المدرسة حول طبيعة العودة المدرسيّة وشواغلها أكّد ل «الشروق» بأنّ عديد النقائص سُجّلت مع انطلاق الدروس لعلّ أهمّها ما تعيشه المدرسة من انقطاع للتيار الكهربائي نتيجة عطب ممّا جعل الدراسة المسائيّة تدُور في الظلام «القاهر». هذا إلى جانب غياب برمجة لأشغال صيانة وترميم وإصلاح مُسبقة لمجموع الأبواب والنوافذ ومدرّجات الطابق العلوي. وبرغم تواجد المدرسة في موقع يشعّ تربويا واجتماعيا على عدّة أحياء شعبيّة على غرار باب الخضراء – باب الأقواس – باب سويقة – باب العسل- الحلفاوين – الحفير وغيرها إلى جانب كثرة انتساب عدد من التلامذة لعائلات مُعوزة وفاقدة للسّند وتعاني شدائد أوضاع اجتماعيّة عطّلت عودتهم المتوازنة للدارسة وذلك نتيجة انعدام قدرات الأولياء المادية. ولم تسجّل حالات متابعة وإحاطة بوضعياتهم الاجتماعية من خلال تقديم مساعدات حقيقيّة على غرار السنوات الفارطة وبما يكفل تجاوزه لهذا التعثر وذلك من قبل المصالح المسؤولة والمجتمع المدني على حدّ السّواء. وأختتم السيد بلقاسم بأنّ المدرسة تعاني أيضا من النّقص في عدد العملة في اختصاص النظافة والحراسة الليليّة إلى جانب قلّة الدوريات الأمنيّة بمحيط المدرسة لحفظ سلامة منتسبيها وحمايّة التلامذة خصوصا من شوائب الظواهر السلوكيّة وانحرافاتها.