لأكثر من 10 سنوات ومياه الصرف الصحي تسيل على مستوى وادي الفالته عند مدخل مدينة بن عون من الناحية الشمالية تلامس البيوت في منظر مقزز يهدد حياة المواطنين وينبئ بحدوث كارثة بيئية . سيدي بوزيد الشروق : رشيد بسدوري هو أحد المتضررين من مياه الصرف الصحي يعانى الأمرين على حد تعبيره جراء "برك" المياه الآسنة التي تمر بجانب منزله, في مشهد يشكل خطورة كبيرة على صحة السكان وأطفالهم. ويضيف : «حاصرتنا "برك" ومستنقعات المياه العادمة والمجاري المكشوفة التي تسيل على جنبات الطريق الوطنية رقم 3 وأمام بيوتنا والتي تعد البيئة الخصبة لتنامي الحشرات والبعوض والروائح الكريهة التي "تزكم" الأنوف الا أن البلدية ورغم خطورة الوضع فإن تدخلها اختصر على مداواة "البرك" من حين الى آخر. فهذا الوضع البيئي الخطير الذي تشهده سيدي علي بن عون خلف أضرارا على العباد والأشجار والتربة وعلى المحيط .. ومن جهته قال عادل بسدوري :منذ سنوات ونحن على هذه الحال كأنه مكتوب علينا أن نعيش ونتأقلم مع هذا الوضع المزري الذي أثر على صحتنا. والى حين إتمام إنجاز محطة التطهير أصبنا بالبوصفير وبأمراض أخرى لم نألفها من قبل بسبب الوضع البيئي المتردي... "برك" مياه الصرف في اتساع حتى أنها لامست بيوت البعض. وسقت أشجارنا بدون إرادتنا فتضررنا. وأتلفت محاصيلنا. وضع بيئي وصحي لا يطاق أما حسناوي ميري موظف بوزارة الصحة ورئيس جمعية فأكد أنه منذ سنين خلت أصبحت منطقة سيدي علي بن عون لا يطيب فيها العيش ومصدر إزعاج لأبنائها و لمستعملي الطريق الوطنية رقم 3 التي تشق البلدة و تمر عبر وادي الفالته حيث توجد "برك" مياه الصرف الصحي التي تقلق راحتهم وتزكم أنوفهم بروائح كريهة ومنظر مقزز لم تجد له السلط حلا ولم تتمكن على مر السنين من القضاء عليه رغم النداءات المتكررة من طرف المتضررين خاصة الذين يسكنون عند مدخل البلدة من جهة الشمال . وأضاف : أن الوضع لا يطاق فنحن على أبواب الصيف ومحطة التطهير لا تزال قيد الإنشاء. وعلى البلدية أن تضع خطة كاملة للوقاية من خطر "الناموس" والبعوض لأن "برك" المياه الآسنة في ازدياد. وهي الفضاء الملائم لتكاثره. وعليها أن تعمل مع ديوان التطهير لشفطها باستمرار لتخفف من معاناة الأهالي. وللأسف هناك قصور في هذا الجانب نظرا الى أن تدخل الأخير لا يزال محتشما ولا يكاد يذكر مقارنة بحجم المأساة . أما عن الجانب الصحي فيؤكد السيد حسناوي أن الطب الوقائي يقوم بدوره بانتظام. حيث ترفع بشكل دوري عينات من هذه المياه. ويتم تحليلها وإعلام الأطراف المعنية بكل جديد وحثهم على التدخل كلما دعت الضرورة . ورغم ما يحصل من تلوث بيئي خطير يهدد حياة الناس الا أن المعالجة التي تتوخاها السلط المعنية عشوائية ظرفية وغير مدروسة. وهو ما سبب ضررا بالبيئة وخطرا على صحة المواطنين. وحتى البنية التحتية لم تسلم منه. و أصبح جسر وادي الفالته الذي تحاصره المياه مهددا. ويمكن أن يلحقه الضرر على المدى المتوسط و البعيد . ويبقى الحل الوحيد في شفط هذه المياه باستمرار الى حين الانتهاء من أشغال محطة التطهير. ومن جانبه أفاد فتحي عوني رئيس البلدية بأنه سيتم القضاء نهائيا على مشكلة التطهير التي أرقت الجميع سنوات وذلك بإنجاز محطة التطهير العصرية المشتركة بين بئر الحفي وبن عون بكلفة 11.5 مليارا للإنشاء ,و2.4 مليار تكلفة قنوات الربط والتي تقدمت الأشغال فيها بنسبة 70 بالمائة. وفي الصيف تدخل حيز الاستغلال . وأضاف رئيس البلدية أنه الى حين تجهيز المحطة ستواصل البلدية مداواة "برك" مياه الصرف الصحي عند وادي الفالته التي أصبحت تهدد سلامته الى جانب ضرر الأشجار المثمرة. حيث أن مياه الصرف الصحي التي تتدفق يوميا من حين الى آخر تصل الى 200 متر مكعب. وهو ما صعب على البلدية التعامل معها . وعرج على أن المشكل القائم الآن بالنسبة الى محطة التطهير هو في كيفية التصرف في بقايا المياه المعالجة لمعارضة المتساكنين الذين يقطنون قرب الوادي الذي خصصته مصالح الفلاحة للغرض. وهي مطالبة ببرمجة منطقة سقوية لتفادي الإشكال علما أن محطة تطهير المياه المعالجة من النوع الحديث أو ما يعبر عنه بثلاثية التصفية . إتلاف المحاصيل الزراعية من جهته أكد رئيس خلية الإرشاد الفلاحي بسيدي علي بن عون لطفي يوسف أن مدخل المدينة من الناحية الشمالية عند وادي الفالتة يمثل نقطة سوداء لوجود "برك" مياه الصرف الصحي منذ سنوات. حيث أثرت سلبيا على العباد وعلى البيئة وعلى المحاصيل الزراعية خاصة أشجار الزيتون التي حاصرتها المياه الآسنة والتي توجد على مقربة منها. وهو ما دفع بالسلط الى إتلاف محاصيل هذه الأشجار في الموسم الماضي .ونبهت المواطنين من خطورة تناول الثمار التي تسقى بهذه المياه .