لم يمض من الوقت الكثير على ربط حي الرياض بشبكة التطهير حيث استبشر الأهالي بهذا الانجاز واعتبروه خطوة نحو تحسين حيهم، لكن سرعان ما تغيرت النظرة عند كثير من الأهالي بعدما عانوا هذه الأيام من روائح كريهة منبعثة من سيلان مياه المجاري بطريق حيوية ورئيسية بحي الرياض. البلدية لم تتدخل ولم تحرك ساكنا لأكثر من أسبوع والوضع على ما هو عليه ومياه الصرف الصحي تسيل حذو البيوت. متساكنون كثر من هذا الحي اتصلوا ب «الشروق» وعبروا عن سخطهم من الوضع البيئي بحيهم في غياب شبه تام للبلدية وحالة الضبابية التي تخيم على العمل البلدي في ظل انسحاب اغلب أعضاء المجلس البلدي، وعدم تمكن الفرقاء السياسيين من تشكيل النيابة الخصوصية بالبلدة. فهل سيبقى متساكنو حي الرياض يعانون من الروائح الكريهة المنبعثة من برك مياه المجاري جراء انسداد إحدى بالوعات الصرف الصحي؟ هذا الوضع البيئي الخطير الذي يشهده حي الرياض لم تكن المنطقة الشرقية من بلدة سيد علي بن عون بأحسن حال هناك المصيبة الكبرى التي حلت منذ سنين والتي تقع على مشارف البلدة. هناك المصب النهائي لشبكة التطهير بسيدي علي بن عون على مستوى وادي الفالته حيث تسيل المياه على مرأى من الجميع وقد خلفت وتخلف أضرارا بيئية على البشر والحيوان وأشجار الزيتون المحاذية لها . أما اغلب الأحياء الأخرى بالبلدة فيعاني سكانها من جراء تناثر المصبات العشوائية وتكدس القمامة في كل ركن . مواطنو هذه الأحياء يرون أن البلدية أصبحت عاجزة تماما عن حل مشكلة التلوث البيئي الذي تشهده البلدة وإنها غير قادرة على القيام بمهامها في الوضع الحالي ما لم يتم بعث نفس جديد داخلها . فهذا الوضع إذا تواصل بهذه الكيفية ستشهد بلدة سيدي علي بن عون كارثة بيئية. كثير من المواطنين ناشدوا البلدية عساها أن ترفع من أمام بيوتهم المصبات العشوائية لكن للأسف لم يحصل شيء من زمن الثورة ولم تتدخل البلدية للقضاء على هذه المصبات التي أغلقت طرقا وشوارع. إنها معاناة يعانيها كثير من سكان الأحياء بسيدي على بن عون لان المصبات العشوائية أصبحت لا تحصى ولا تعد في ظل الغياب الكلي للبلدية ولأعوانها. صيحة فزع يرفعها أهالي الجهة ويناشدون الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني التدخل لحل المشكة البيئية بسيدي علي بن عون.