لاقت استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بعد 20 عاماً من حكمه، احتفاء كبيراً بانتصار إرادة الشعب الذي خرج لأكثر من شهر مطالباً بتنحيه، إلا أن هناك مخاوف من سرقة الحراك الجزائري من قبل الجيش ورؤوس النظام. الجزائر (وكالات) خرج مئات الجزائريين إلى شوارع العاصمة ومدن أخرى، خلال الليلة قبل الماضية ويوم أمس، للاحتفال باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد 20 عاماً في السلطة، وبعد أربعين يوماً من الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بإسقاط النظام الحاكم . ولوّح شبان بالأعلام الجزائرية وقادوا سياراتهم عبر شوارع وسط المدينة التي اندلعت فيها احتجاجات حاشدة ضد بوتفليقة يوم 22 فيفري. وقدم الرئيس الجزائري مساء أمس الاول استقالته تحت ضغط الشارع، وإثر تخلي المؤسسة العسكرية عنه. وأفاد موقع «النهار» الجزائري بأن الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة طلب من مواطنيه «العفو والمسامحة والصفح». وذكرت القناة أن بوتفليقة قال: «أطلب منكم الصفح وأنا بشر غير منزه عن الخطإ»، مضيفا «أطلب المسامحة عن كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلمة أو فعل». وأفادت وسائل إعلام جزائرية بأن المجلس الدستوري للبلاد ثبّت خلال اجتماع عقده أمس الاربعاء شغور منصب رئيس الجمهورية بعد استقالة بوتفليقة ، وقرر إبلاغ البرلمان. ووفقا للدستور الجزائري، سيتولى رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح مهام رئيس الدولة لمدة أقصاها تسعون (90) يوما، تنظم خلالها انتخابات رئاسية ولا يَحق له أن يترشح لرئاسة الجمهورية. وفي أعقاب قرار المجلس الدستوري أعرب حزب الجبهة الوطنية الحاكم عن تقديره للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لتجاوبه مع مقتضيات المرحلة وضمان استمرارية الدولة. كما ثمن الحزب موقف الجيش منذ بداية الحراك والانحياز لمطالبه وتلبيتها في إطار الالتزام التام لأحكام الدستور، كما دعا الحزب للالتفاف حول مقترحات الجيش بتفعيل المواد7و8و 102 لتحقيق انتقال سلمي وديمقراطي. ويتطلع الجزائريون إلى مرحلة ما بعد استقالة الرئيس بوتفليقة وخطوات المجلس الدستوري والبرلمان، بهدف تنظيم الانتخابات الرئاسية ضمن المدد والأطر الدستورية. وحول المخاوف من سرقة الحراك الشعبي ، قال الدبلوماسي السابق، الجزائري محمد العربي زيتوت، إنه من الممكن «إعادة إنتاج النظام والعصابة، وذلك عبر تطبيق المادة 102 من الدستور». واعتبر زيتوت (أحد مؤسسي حركة رشاد وعضو أمانتها) أن هذه المادة «فخ حقيقي للشعب الجزائري وسمّ له»، وقال إنها «مشكلة حقيقية وخطر على انتفاضة الشعب وحراكه». من هو عبد القادر بن صالح الرئيس المتوقع في الجزائر؟ تونس (الشروق) بعد استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيقوم رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح بخلافة بوتفليقة لمدة أقصاها تسعون (90) يوما، تنظم خلالها انتخابات رئاسية. ولد عبد القادر بن صالح في 24 نوفمبر 1941 ببني مسهل، في ولاية تلمسان. في مطلع شبابه تحديداً سنة 1959، إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني من المغرب. عام 1962، سافر إلى سوريا في منحة دراسية درس من خلالها الحقوق بجامعة دمشق. بعد تخرجه عمل صحفياً ومراسلاً وكاتباً ومديراً لصحف ومجلات عدة. ومنذ عام 2013 يمثل بن صالح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في العديد من القمم والمؤتمرات والأحداث الدولية. 134 قرارا بمنع سفر سياسيين ورجال أعمال الجزائر (وكالات) أصدر القضاء الجزائري، أمس الأربعاء، 134 قرار منع سفر احترازي يطال سياسيين ورجال أعمال. يأتي ذلك عقب إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة استقالته. وتضم القائمة حسب ما ذكر مصدر لموقع «روسيا اليوم»، سياسيين ورجال أعمال ومتهمين سابقين في قضايا شركة النفط، إضافة إلى مديري مؤسسات إعلامية ومساهمين فيها وولاة وأبنائهم. وكانت النيابة العامة قد نشرت بياناً صحفياً عن الشروع في تحقيقات ابتدائية. واعتقلت الشرطة الجزائرية، أمس الاول، رجل الأعمال المعروف ب«إمبراطور المال» علي حداد، خلال محاولته الهرب على الحدود الجزائريةالتونسية وهو حامل لجواز سفر بريطاني.