الشروق مكتب الساحل: أشرف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أمس بروضة آل بورقيبة بالمنستير على إحياء الذكرى 19 لرحيل الزعيم الحبيب بورقيبة بحضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد وعدد من الوزراء بالحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر وعدد كبير من الشخصيات الوطنية من سياسيين ونقابيين. وأكد قائد السبسي في كلمته أنّ «مشروع بورقيبة ورسالة بورقيبة متواصلة لهذه الدولة ولهذه الحكومة وستتواصل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها». واعتبر أنّ ما حققه بورقيبة لتونس لا يمكن التشكيك فيه، وأنّ التونسيين متمسكون بمواصلة طريق الزعيم الراحل مضيفا «إلى الأمام يا أهل تونس.. لا بد من مواصلة العمل تحت راية الدولة ومن يخرج من تحت رايتها سيخسر.» وقد كانت مدينة المنستير أمس قبلة لعدد كبير من الشخصيات الوطنية من مسؤولين سابقين وحاليين من سياسيين ونقابيين وناشطين في المجتمع المدني. وأكد رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر أنّ ذكرى رحيل الزعيم «ذكرى عزيزة على قلوب كل التونسيين، واليوم نذكر بورقيبة المجاهد الأكبر وقائد معركة التحرير وباني الدولة المدنية ومحرر المرأة، وندعو التونسيين إلى مواصلة النضال من خلال الوحدة الوطنية والتضامن الوطني والتي بها يمكن تجاوز كل المحن والمشاكل. وأكد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي أن زيارته إلى المنستير تمثل فرصة للترحم عل باني تونس الحديثة، معتبرا أن ذكرى وفاة الزعيم بورقيبة مناسبة لتلاقي الأفكار والحساسيات والوقوف على أهم التفاصيل التي كان يوليها بورقيبة اهتمامه من أجل تطوير كل المجالات. وقال القيادي الأمني السابق علي زرمديني إنّ عمله في الأمن الرئاسي مكنه من الوقوف عن قرب على مدى تعلق بورقيبة بتونس ومدى حرصه على هيبة الدولة، وأضاف أن الزعيم اعتمد على المنطق بعيدا عن الشعبوية وأرسى نظاما اجتماعيا واقتصاديا على أسس صلبة وكانت لديه نظرة استشرافية تربط الأمن الداخلي لتونس بالأمن الخارجي، من خلال سياسة مبنية على عدم الانخراط في التكتلات وعدم الانحياز فتفادت تونس بذلك هزات إقليمية واسعة. وأضاف زرمديني انّ بورقيبة بنى الدولة الحديثة وخلق التوازن وفكّر في المستقبل بقدر إدراكه لصعوبة المرحلة وحاول اجتثاث الفقر قدر الإمكان باعتبار أنه من الأمن الاجتماعي. وقال رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول إن ذكرى 6 أفريل فرصة للاعتراف بالجميل للزعيم بورقيبة باني الدولة الحديثة. وقال المستشار برئاسة الجمهورية نور الدين بن تيشة إنّ ذكرى رحيل بورقيبة يخلدها كل التونسيين وخاصة ولاية المنستير، مؤكدا أنّ أهم ما بقي من ذكرى الزعيم فكره الذي يجمع التونسيين وأثره الذي سطّره ورسخه لدى الشعب التونسي. ومن جانبها طالبت هاجر بورقيبة ابنة الزعيم الراحل رئاسة الجمهورية بتبني مشروع مؤسسة للدراسات البورقيبية تضم الأرشيف والأشياء الخاصة لبورقيبة، مشيرة إلى أن هذه المؤسسة يجب أن تكون مفتوحة لعامة الناس، وتمكنهم من الاطلاع على الحقائق. واعتبرت هاجر بورقيبة أنّ من أراد إقصاء بورقيبة وتشويه تاريخه فشل وقد ظهرت الحقائق وفرض التاريخ نفسه، حسب تعبيرها.