كلثوم عياشية (*) الشّعراء يتبعهم الغاوون .فمن يتبع الرّواة غير قراء شعراء ضاقت بهم الأزمنة ينشدون شكلا آخر للمعنى في جنون الإفلات من القيد وإن كان سطرا بلا وزن ولا قافية ولا تدوير بل سعيّا إلى الإمساك بلحظات هاربة من أعمارنا من بلاهة العادي.عني كتبت مليّا حثثت خطى الأسطر مرات واقتضبت ثمّ عرضت ما كتبت على المرايا على قلوب حميمة باركت سعيي ودفعتتي إلى المضيّ أبعد الى عرض ما أكتبه للشمس. ثمّ غمرتني محبّة اصدقاء مهنيئن لتتويج روايتي الأولى. مدن ولا سراويل قال صديق هنيئا لكني علمت انّ الروايات النسائيّة قد بلغت هذه السّنة ألفا وروايّة بلغني همزه ولم ارّدَ قلت شكرا وصلني يا صديقي مدحك المسلوب لكنّه لم ينغّص عليّ فرحتي.أمي تقول «ياداخل مصر منك ألوف» وتجمع على هواها وتضرب عرض الحائط قواعد اللغة عرض اي شيء فهي تقول ما تريد. تعلمت ان لا أردّ وأبلغ فكرتي بأحرف مرتبة على هواي.ما كتبت قد يكون ضمن عشرة آلاف فأين الضّرر .أليس التعدد علامة صحيّة دلالة اننا نحيي اختلافنا انا مع كلّ تجربة ففي الكثرة قدرة أكبر على التمييز بين الجيد والطالح وحتى ما نراه سقط متاع قد يجد من يلقطه.أن نكتب يعني ان ندفع باب الحلم أن نمضي أبعد لنساند ذواتنا المشتتة حتى تنصهر في فعل يدوم لانه يصبح مشتركا بين قارئ وكاتب نعيد خلاله ترتيب العالم مرّات ونتقاسم ذلك الترتيب في متعة القراءة.ثمّ انّي لا ارى ضررا في نعت ما تكتبه النّساء بالأدب النسائي فليس في ذلك استنقاص من قيمته فالمرأة غير الرّجل ونظرتها الى العالم غير نظرته وملامستها للوجود انتصار أبدي لموهبة الفعل والولادة على الصّبر والمعاياة الخلق شرعتها وشراعها الذي يطوي مددا من الابعاد والاقصاء وفي احتفال النّسوة حولي انتصار لتلك القدرة التى يراد ان تسلب منهنّ فاللفظ يطاوعها ورفقة الصّور والتشابيه والاستعارات رافقت اجيالا من الجدّات وهنّ يهجزن او يندبن ينحدر الكلام من كلومهنّ وافراحهنّ زخما من المعاني يحسنّ التّميز خلالها بين اللحظات الفارقة رغم صرّة الدّمع القابعة هناك في ذاكرتهنّ الخصبة التى يتهددها الوأد. عني يسعدني دائما ان يكون النصّ الذي كتبته وغيره الذي سيأتي بعد ليّ الواحد بعد ملايين فالرفوف تتسع لكتاب آخر وإن جاوره نزهة النّديم للسيوطي فلن يضرّه ما سيفوح حوله من عطن المهم أن يجد من يمدّ قلبه اليه ويقرأ .النّخلة تمنح دقلها لا يضرّ إن وقفت في السّواد. كلثوم عياشية حائزة على جائزة توفيق بكٌار للرواية عن روايتها مدن... ولا سراويل