في زحمة هذا الحراك الذي تعيش على وقعه البلاد على اكثر من صعيد وهذا التوتر «المسلط» غصبا عنا من عديد القنوات التلفزيونية التي اختارت فسح المجال ل» تصفية الحسابات» وتبادل الاتهامات وتغليب «شق على اخر»... الا يحق للمشاهد الاستمتاع، ولو لحين، بسفرابداعي ممتع مع الاغنية التونسية الاصيلة ...سفر نستعيد من خلاله ذكريات ماض جميل.. لقد مل المشاهد التحاليل والتعاليق والضوضاء السياسية وهذا « العراك» والنقاش السطحي الذي يدمر فينا كل إحساس بجمال الوجود... هل من منوعة تحلق بنا في سماء الابداع الموسيقي تبعدنا عن هذا الكلام الذي لا يفيد بقدر ما يغرس في داخلنا الإحساس بالإحباط ... برامج ومنوعات لا غاية لها سوى التهريج والصراخ والبحث عن زرع الفتنة بين المنشطين والفنانين على حد السواء... ثم ما هذا المستوى المتدني في الحوار والنقاش المتردي وتبادل السهام ...الا يحق للمشاهد الذي فقد الامل في من يعيد له الامل والحب من خلال منوعة تقدم الجيد من الالحان والموسيقى وتنتصر لأصوات صنعت مجد الاغنية التونسية ... أصوات صنعت مجدها من رحم المعاناة ... رحم الله نجيب الخطاب الذي كان حارسا وحاضنا هذا المد الإبداعي الخالد الذي نشتاق اليه اليوم اكثر من أي وقت مضى . التعليق الرياضي التلفزي مرة أخرى أعود الى التعليق الرياضي التلفزي، والذي مازال يمثل الحلقة الأضعف في البرامج الرياضية التلفزيونية، وقد سعت الوطنية الأولى الى الاستنجاد ببعض الأصوات الاذاعية التي اثبتت حرفيتها العالية في هذا المجال على غرار شهير الكافي والحبيب قوسيم وقبلهما المنجي النصري – العائد الى التعليق الرياضي التلفزي بعد غياب طويل – وهو ما يؤكد ما ذهبنا وأشرنا اليه في اكثر من مناسبة، فالتعليق التلفزي ليس ثرثرة ولا صراخ واستعراض لغوي دون معنى.. فهل من برنامج يؤسس لجيل من المعلقين الرياضيين للتلفزة الوطنية لمواصلة ما اسسه جيل الرواد على غرار رؤوف بن علي ورضا العودي والمنذر بن عمر ومحمد الكيلاني وحسين الوادي وتوفيق العبيدي ... وغيرهم كثير واعتقد ان معلقي إذاعة الشباب في المجال الرياضي تتوفر عندهم حرفية وحضور متميز على غرار زياد الخياري الذي أرى فيه القدرة على كسب رهان التعليق الرياضي التلفزي ان منحت له الفرصة .