تونس الشروق: اعتبر رئيس جمعية «تحيا تونس لتنمية الديمقراطية والحكم المحلّي» قدور العياري أن المناخ السياسي والحزبي والوضعين الاقتصادي والاجتماعي يُهدّدان انجاح الانتخابات القادمة. في تصريح ل»الشروق» قال قدور العياري رئيس جمعية «تحيا تونس لتنمية الديمقراطية والحكم المحلّي أن الوضع العام في البلاد لم يبلُغ بعدُ مرحلة الجاهزية التامة لانجاح الانتخابات القادمة وهو ما يُهدد بحدوث عزوف من المواطن يوم التصويت، خاصة بالنسبة لفئة الشباب ما لم تتدارك الأطراف المعنية الامر. أحزاب بلا برامج أكد قدور العياري أنه رغم شروع الاحزاب والسياسيين في الاستعداد للانتخابات منذ عدّة أشهر إلا ان هذه الاستعدادات لم تكن على أسس صحيحة. فقد كانت تحركات الأحزاب والشخصيات السياسية حسب قوله عبارة عن حملات انتخابية سابقة لأوانها من خلال تكثيف الظهور الاعلامي والتصريحات المُثيرة والمعارك السياسية والشخصية الضيقة ومحاولة خلق «البوز» في المشهد السياسي إلى جانب الزيارات «الشكلية» إلى بعض الجهات قصد لفت انتباه الناس هناك. وهذا دون اعتبار لجوء بعض السياسيين والاحزاب إلى الأساليب الأخرى التي يعلمها الجميع لمحاولة خلق خزان انتخابي في كل جهة اعتمادا على المال السياسي المشبوه وإلى الوعود بخدمة بعض المصالح . أما العمل السياسي والحزبي الحقيقي القائم على البرامج الانتخابية الواقعية وعلى الأفكار المتجددة فقد ظل غائبا عن نشاط الأحزاب إلى حدّ الآن حسب قوله. ويضيف قدور العياري أن أي من الاحزاب أو الشخصيات السياسية التي تنوي الترشح للرئاسية لم يقدم إلى اليوم أفكارا او برامج اقتصادية واجتماعية ملموسة قادرة على تطوير حالة البلاد نحو الأفضل وهو ما سيتواصل إلى حين موعد الانتخابات وفق رأيه. وضع صعب من جهة أخرى تحدث قدور العياري عن الوضع العام في البلاد على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي قائلا أنه يتفاقم من يوم إلى آخر نحو الأسوأ، وهو ما أثّر على مزاج المواطن وجعله يشعر بحالة من الغضب والاحتقان تجاه الطبقة السياسية بشكل عام. ويضيف المتحدث أن المواطن لم يعد قادرا على مجابهة تكاليف معيشته نتيجة الارتفاع الصاروخي للأسعار وفقدان بعض المواد الأساسية وانتشار مظاهر الاحتكار والمضاربة والمخاوف من افلاس الدولة، وأصبح لا يجد لدى الدولة خدمات عمومية جيّدة في مجالات الصحة والنقل والتعليم والنظافة. وأكثر من ذلك أصبح شق واسع من المواطنين لا يرى نفسه ممثلا في الحياة السياسية حسب العياري، لأن الأحزاب تعمل في معزل عن المواطنين ولا تشركهم ولا تستمع إلى مشاغلهم. وهو ما ينطبق أكثر على الشباب الذي أصبح بدوره في عزلة تامة عن الشأن العام وسيؤدي ذلك في السنوات القادمة إلى خلق فراغ رهيب داخل الحياة السياسية في ظل عدم تحضير جيل جديد ليتولى مشعل العمل السياسي والحزبي وفق تقديره. مسؤولية الجميع ختم قدور العياري بالقول أن مسؤولية تدارك هذا الوضع الخطير محمولة على الجميع دون استثناء لانقاذ الانتخابات القادمة من المقاطعة ولاستقطاب أكثر ما يمكن من ناخبين يوم الاقتراع وانجاح بقية المسار الديمقراطي . وقال أن ذلك لا يتحقق إلا إذا عملت الاحزاب والسياسيون في ما تبقى من أشهر قليلة تفصلنا عن الانتخابات على تطوير عملها وعلى الاقتراب اكثر من الناس، خاصة من الشباب والفئات التي نفرت الطبقة السياسية، والاستماع لأفكارهم ولآرائهم وتطلعاتهم للمرحلة القادمة، وتشريكهم في اعداد البرامج الانتخابية. ومن واجب الدولة أيضا حسب رأيه ان تعمل على تحسين المناخ العام في البلاد خاصة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي لتحسين ظروف المواطن حتى يجد راحة البال اللازمة للانخراط في العمل الحزبي والسياسي وللاقبال على الانتخابات. واعتبر ايضا أن المواطن أصبح مطالبا أكثر من أي وقت مضى بالتقدم بكل شجاعة وجراة نحو العمل السياسي والحزبي والجمعياتي من أجل «افتكاك» مكان له في المشهد العام وعدم ترك المجال واسعا لبعض الاحزاب والشخصيات السياسية الانتهازية التي لا همّ لها غير الفوز في الانتخابات دون ان تجهّز برامج أو أفكار ملموسة للمرحلة القادمة.