لقد ولد في هذا الوطن الآلاف من المهندسين العباقرة تسجل أسمائهم بماء من ذهب في سجل تاريخ امتنا بإنجازاتهم التي لا تنسى فالمهندس هو الذي له علم ودراية بالعلوم التطبيقية الخاصة بالبناء والتصميمات المختلفة ويستطيع حل المشكلات البيئية وتيسير الحياة، وهو الذي يصمم الآلات والمعدات لما لديه من مهارة وفن وابتكار. يتمتع المهندس التونسي بالذكاء وسرعة البديهة ولديه علم ومعرفة جيدة بالتخصص الذي يشغله ولقد اكتسب خبرة عملية بطبيعة العمل من خلال التطبيق فالمهندس التونسي ملم بالاقتصاديات والموارد المتاحة قبل بدأ أي مشروع وله خبرة مجتمعية وقدرة على التعاون مع الناس والاستماع لهم ولأرائيهم ورغم كل ما يتمتع به من خصائص يترك الوطن سنويا ثلاثة الاف مهندس ويهاجر لإنعاش اقتصاد أوروبا، لن ننسى مهندسي الوطن ورجاله العظماء مثل العالم الفاضل البشير التركي رحمه الله فهومن أبرز علماء الذرة العرب، أحرز إجازتين في الرياضيات والفيزياء من جامعة تولوز عام 54 وعلى شهادة مهندس من المدرسة القومية للمهندسين بتولوز ثم على الدكتوراه في العلوم (فيزياء نووية) بجامعة باريس عام 59 ترأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة69 اقترح على الرئيس الحبيب بورقيبة بإيصال ماه البحر الى الصحراء عبر التفجير النووي فيغير بذلك مناخ المنطقة من وهج الصحراء إلى رطوبة المناطق المعتدلة... لقد اقنع السوفيات بتمويله بشرط مساعدتهم على انجازمشروع مماثل في روسيا ويدرب المهندسين السوفيات. اجل ذلك هو المهندس التونسي العظيم يدرب ويتعلم منه مهندسي الإمبراطورية السوفياتية ولقد أقام سنة 68 نفس المفاعل بقوة مضاعفة في منطقة القوقاز على ضفاف بحر قزوين وتحديدا في بلدة تشفشينكو بقوة 150 ميغاوات وتحلية 300 ألف متر مكعب من مياه البحر يوميا وكان هذا في الأصل حلم البشير التركي. وتكريما لهذا المهندس والعالم الشامخ اكتب مقالي هذا عن الهندسة من حيث نشأتها ومفهومها واهميتها. أصل كلمة مهندس كما قال الخبراء هو فارسي " آب إنداز" وترجمها ابن الهيثم إلى العربية أي علم الحيل النافعة اول مهندس معماري في التاريخ «أمحو تب «(حوالي القرن 30 ق. م) هو باني هرم "زوسر" المدرج وأحد أشهر المهندسين في مصر القديمة، والهندسة هي فن وعلم، ولقد تعددت فروع الهندسة مع تقدم التكنولوجيا واستحداث آلات وأجهزة بتقنيات حديثة في جميع المجالات الهندسية، فالمهندس المعماري له دور في البناء الجيد وتصميمها على أعلى طراز، ومهندس الإلكترونيات له دور في تقدم التكنولوجيا الحديثة وهندسة الاتصالات ومواكبة الدول المتقدمة، كما أن المهندس الزراعي له أهميته. في الزراعات المهمة والتي تجلب عائد مرتفع للبلاد من خلال التصدير ومراعاة المواصفات الصالحة للأكل والحفاظ على الأطعمة من الملوثات البيئية والأمراض البيئية التي قد تضر بالمواطن، فالهندسة ومهنة المهندس مهمة لتقدم وتطور المجتمع في المباني والغذاء وسد احتياج الشعب من الألات والمعدات والزراعة والصناعة وتصدير الفائض عن الاستهلاك. لقد نشأت الهندسة عن حاجة قدماء المصريين إلى مسح الأراضي الغائبة المعالم، للتمكّن بإنصاف من توزيع مساحاتها الخصبة المغطّاة بالوحل الذي يتركه الفيضان السنوي لنهر النيل. أخذ "الأغارقة " الهندسة عن المصريين وبنوا منها صرحا فكريا تامّا. فقد أنشأت مبادئ الهندسة نظاما بديهيا كاملاً هو نسيج متشابك من براهين تشتق جميعها من بعض البديهيات الأساسية التي وضعها اقليدس، ظهرت المبادئ وكأنها تتحدى العقل بقولها «إ ذا لم تستطع البرهان على أمر فلا تقل إنك تعرفه". تبرز أهمية الهندسة لأسباب عديدة. فالعالَم يفيض بالأشكال الهندسية، وبما أن الأشكال الهندسية تحيط بنا من كل جانب لذلك سيكون فهمنا وتقديرنا لعالمنا أفضل لو تعلمنا شيئاً عن الهندسة وللهندسة أيضاً تطبيقات عملية في مجالات عدّة. فالمعماريون والنجَّارون يحتاجون لفهم خواص الأشكال الهندسية لتشييد مبانٍ آمنة وجذابة. كما يستخدم المصممون المشتغلون بالمعادن والمصوِّرون مبادئ الهندسة في أداء أعمالهم.