مازالت حادثة «الفيلم الوثائقي» تُثير جَدلا كبيرا في صفوف الجماهير الرياضية التي هَاجمت المُشرفين على تنظيم قرعة «الكَان» على خَلفية الإساءة لتاريخ منتخبنا الوطني من خلال إقصائه المُتعمّد أوالعَفوي من هذا الشريط الذي يُوثّق مسيرة «الأميرة» الإفريقية منذ نشأتها الأولى عام 1957. وفي ظلّ غضب المحبين و»ثورة» «الفايسبوكيين» كان لِزاما على الجامعة التونسية لكرة القدم أن تتحرّك ولو بصفة مُتأخّرة للدفاع عن الحقوق التونسية المَهضومة على سفح الأهرامات حيث تمّ سحب قرعة كأس إفريقيا المُرتقبة في الملاعب المصرية بين 21 جون و19 جويلية 2019. مُراسلة رسمية ولكن نظّمت تونس كما هو معروف العُرس الإفريقي في 1965 و1994 و2004 وهي السنة التي أحرز فيها منتخبنا اللّقب الغَالي. ومن المفروض أن يكون الحضور التونسي قَويا في هذا «الفيلم الوثائقي» لا أن يقع تَغييبنا وتَهميشنا بتلك الطّريقة العَجيبة. والأدهى والأمر أن مُهندس هذا العَمل «العَبقري» لم يكتف ب»التَعتيم» على نجاحاتنا بل أنه استفز مشاعرنا من خلال إبراز فريقنا في صُورة المهزوم كما حصل في «فِينال» 1996. وبعد أن لاحظت جامعتنا حجم الغضب الذي اجتاح التونسيين راسلت المنظمين والمشرفين على الإتحاد المصري قصد الإحتجاج على تَجاهل تونس في هذا الشريط «المَسخرة» والذي كان من المفروض أن يُعانق أصحابه سماء الإبداع خاصّة أنهم في بلد له بَاع وذراع في الإنتاج السينمائي. ورغم أن تحرّك الجريء كان تحت ضغط الجمهور وربّما بإيعاز من أحد «مُستشاريه» الخاصين في «الأحد الرياضي» فإن هذا الموقف مُشرّف ويُحسب لجامعتنا ولوأن الحرص على «تبرئة» لجنة التنظيم ورئيس الإتحاد المصري هاني أبوريدة غير مُبرّر. ونعرف جيّدا أن الجريء يَعتبر نظيره المصري أكثر من صديق خاصّة في ظل اتفاقيات التعاون بين الطرفين لكن هذه العَلاقات و»التَحالفات» في كفّة وتاريخ المنتخب في الكفّة الأخرى من الميزان. نقطة ضوء في سياق مُتصل بأجواء «الكَان» عبّرت الجامعة عن ارتياحها لظروف الإقامة في الفندق الذي سينزل فيه المنتخب بمناسبة الكأس الإفريقية. وأشارت الجامعة إلى أن هذا الفندق تتوفّر فيه كلّ سبل الراحة مؤكدة أنه يَبعد عن ميدان التمارين حوالي 35 دقيقة مُقابل ساعة و10 دقائق عن ملعب السويس الذي أثار حفيظة البعثة التونسية بسبب الشكوك التي تحوم حول جاهزيته لإحتضان مُباريات المجموعة الخامسة التي تضمّ تونس ومالي وأنغولا ومُوريتانيا.