حَسم المنتخب الوطني الترشح إلى «الكان» قبل جولتين من نهاية التَصفيات ومع ذلك فإنّ الفريق يريد تحقيق نتيجة ايجابية عندما ينزل اليوم ضيفا على مصر في ملعب «برج العرب» ويطمح «النسور» إلى اقتلاع الفوز أوالتَعادل لتعزيز موقعهم في صدارة المجموعة العاشرة. كما أن «البريستيج» يضع عناصرنا الدولية أمام حتمية الخروج بنتيجة جيّدة من الاسكندرية خاصة إذا عرفنا أن منتخبنا يحتل المركز 22 عالميا والأولى عربيا في الوقت الذي تقبع فيه مصر في المرتبة 58 في تصنيف «الفيفا» ولاشك في أن هذا المعطى يفرض على «النسور» الظهور بوجه مُشرّف حتى وإن كانت مثل هذه الاحصائيات «نسبية» ولا تعكس المستويات الحقيقية للمنتخبات. وهُناك عامل آخر مُهمّ ومن شأنه «تسخين» الأجواء «الباردة» في برج العرب وهو الرغبة الكبيرة للمدربين «المُؤقتين» ماهر الكنزاري ومراد العقبي في إثبات جَدارتهما بقيادة المنتخب بصفة دائمة ومن المؤكد أن الرّجلين سيضعان جميع مَعارفهما الكروية لكسب التَحدي بمعيّة اللاعبين الذين يعلمون أنهم سيواجهون الانتقادات إذا انحرفوا عن سكّة الانتصارات خاصّة بعد أن استجابت الجامعة لطلباتهم وأبعدت البنزرتي بتُهمة معاملته «الغليظة» لبعض «نجومنا» المُحترفة في الخارج. الإطار الفني الثالث استهل المنتخب تصفيات «الكان» بقيادة معلول الذي قُزنا معه على مصر بهدف لصفر سجلّه الخنيسي. هذا قبل أن يحصل التغيير ويأتي البنزرتي الذي أهدى المنتخب وثيقة العبور بعد أن حقّق ثلاثة انتصارات مُتتالية على سوازيلاند والنيجر وسيدخل فريقنا الوطني الجولة الخامسة من المُنافسات الافريقية بإطار فني ثالث يتكوّن من الثنائي ماهر الكنزاري ومراد العقبي. ومازال المكتب الجامعي يدرس ملف المدرب الوطني ومن المفروض أن تقع المُصادقة على تثبيت الكنزاري والعقبي لقيادة «النسور» في بقية المشوار أوالتَعاقد مع إطار جديد. ومن الواضح أن هذا الملف سيشهد العديد من الاختلافات بين أعضاء الجامعة في ظلّ رغبة البعض في المراهنة على مدرب ذات ثقل لكسب الرّهان في الكأس الافريقية هذا في الوقت الذي يتبنّى فيه البعض الآخر فكرة التعويل على الكنزاري والعقبي إيمانا بمؤهلاتهما الفنية واقتباسا للتجارب الناجحة للمساعدين الذين قَفزوا إلى رتبة المدرب الأوّل كما هو شأن الشعباني مع الترجي. ظروف مُمتازة تَتمتّع عناصرنا الدولية برفاهية عالية سواء على مستوى الاقامة والمعيشة أوأيضا على صعيد النقل بما أن بعثتنا تحوّلت إلى الأراضي المصرية عبر رحلة جوية خاصّة لا تَقلّ تكاليفها عن 100 مليون. وقد تجنّد جميع المسؤولين لتوفير سُبل الراحة للاعبين الذين نأمل أن يُقدّروا حجم هذه التَضحيات المادية وأن يكونوا في مستوى الانتظارات. الكنزاري على نهج معلول حَرص الكنزاري في معسكر «النسور» على تَنقية الأجواء وتَقوية علاقاته ب»الكَوارجية» ليقينه بأنّهم من الأركان الأساسية لكسب التَّحدي والظّفر بثقة المسؤولين والمُحبين. وتشير مصادرنا إلى أن تربّص المنتخب يدور في ظروف طيّبة وقد غاب عنه حسب البعض التوتّر وذلك على عكس الفترة السابقة حيث كانت الأجواء «مكهربة» بسبب انعدم «التَوافق» بين البنزرتي وثلة من اللاعبين خاصة هؤلاء الذين ينشطون في أوروبا. ومن الواضح أن الكنزاري يُريد انتهاج السياسية التي كان يَتّبعها معلول البارع في كسب ودّ اللاعبين بشكل يُمكّنه من «احتوائهم» ودفعهم لبذل مجهودات اضافية من أجل عيون مدربهم ويبقى يوسف المساكني نموذجا حيّا وبارزا عن نجاح معلول في هذا الجَانب. «اللّعب مع الكِبار رَغم الضّجة التي رافقت «فينال» رابطة الأبطال بين الترجي والأهلي فإنّ العلاقات و»التَحالفات» القائمة بين رئيس جامعتنا وديع الجريء وقائد الاتحاد المصري للّعبة هاني أبوريدة ثابتة حتى أن الرجل حَرص على استقبال البعثة التونسية بمنتخبيها الأوّل والأولمبي. وتؤكد الكَواليس أن «الدكتور» الجريء و»المُهندس» أبوريدة في صحفة العسل في ظلّ اتفاقية التعاون بين الطرفين في قطاع التحكيم علاوة على اشتراكهما في «مشروع التكتّل» من أجل الاستحواذ على المراكز والمواقع الرياضية المُهمّة في المنطقة التي يريد رئيس جامعتنا أن يلعب فيها مع «الكِبار». توجّهات الكنزاري والعُقبي كشفنا منذ الأمس الخطوط العريضة للتوجّهات الفنية التي سيعتمدها الكنزاري والعقبي في لقاء اليوم وأكدنا أن النيّة تَتّجه نحو اللّعب بخطّة تَضمن الحَصانة الدفاعية التي ستكون الهَاجس الأكبر للإطار الفني الذي قد يُرضيه التعادل طالما أنه يُبقيه في الريادة وعلى بعد ثلاث نقاط من مُلاحقه المُباشر. ورغم طَابعها الدفاعي فإن التوجّهات التي سيتّبعها الإطار الفني للمنتخب لن تَغفل عن الهجوم خاصّة في ظل وجود عدة عناصر فاعلة في المنطقة الأمامية كما هو شأن الخزري الذي قد يظهر في المُقدّمة. وَنَعود إلى تفاصيل التشكيلة التونسية المُحتملة في لقاء الأشقاء لنؤكد أنها قد تكون على النّحو التالي: بن مصطفى – مرياح – برون – البدوي (بدرجة أقل النقاز) - الحدادي – السخيري – ساسي – بن محمّد – السليتي – فخرالدين بن يوسف (أوالخَاوي) - الخزري. ويملك الإطار الفني عدّة أوراق بديلة قد يستنجد بها عند الضرورة مثل صيام بن يوسف وعلي العابدي وفراس شوّاط وبسّام الصّرارفي والوافد الجديد محمّد دراغر الناشط في بطولة الدرة الثانية بألمانيا ومن المعروف أن هذا اللاعب كان قد مَثّل تونس في أصناف الشبان ومع ذلك فإن الإطار الفني أمام حتمية تشريكه ولو لدقائق معدودة ليقع تسجيله بصفة نهائية ضمن مُنتخبنا الأوّل.