أكثر من 100 ألف دراسة نشرت في المجلات الطبيّة أثبتت دور الفيتامين ج في مقاومة السّرطان. لا يتوقّف دور الفيتامين ج على ذلك بل له منافع أخرى كحماية الأوعية والشّرايين ودعم المناعة... في عديد المصحّات الخاصّة وحتى المستشفيات بالولايات المتحدّة الأمريكيّة وأوروبا يقوم أطبّاء مختصّون في علاج السّرطان بحقن المصابين بالسّرطان بكميّات عالية من الفيتامين ج بل أنّ الأستاذ Thomas Edward Levy من جامعة الميسيسيبي قد أصدر كتابا في هذا الموضوع. فقد وقع استدعاءه من طرف الجمعيّة الجزائريّة للتغذية للقيام بمحاضرات في هذا الشّأن. يعتبر هذا الطبيب المختصّ في علاج السّرطان أنّ الفيتامين ج قادر على مقاومة الخلايا السرطانيّة والتخلّص من التوكسينات Toxines ودعم المناعة. منذ سنة 1971 تعاون الطبيب المختصّ Whitaker مع الأستاذ Cameron المختص في علاج السّرطان وخلصا إلى أنّ حقن المرضى بكميّات عالية من الفيتامين ج يحدّ من الورم لكن مؤسّسات الصيدلة شكّكت في نتائج أعمالهما خصوصا وأنّ هذا العلاج محدود الكلفة. نذكر أنّ الأستاذ Linus Pauling المتحصّل مرّتين على جائزة نوبل قد أكّد أنّ الفيتامين ج يحفّز إنتاج «بيروكسيد الهيدروجين» H2O2 في الدّم وهذا الأخير يساهم في القضاء على الخلايا السرطانيّة. في سنة 2005 أكّد المعهد الوطني للصحّة بمدينة Bethesda كما الأكاديمية الوطنية للعلوم استنتاجات الدكتور Linus Pauling. نذكّر أن الفيتامين ج يوجد في عديد الغلال والخضر ك:»الكيوي» Kiwi والقوارص والكرمب بأنواعه والجلبان والفلفل الأحمر والأناناس والبطاطس والأوراق الخضراء والطماطم واللّفت والقرع وبالأخصّ في نبات «أسيرولا» Acerola (يباع في شكل حبوب في الصيدليات). كيف يتجسّد دور الفيتامين ج في مقاومة مرض السّرطان؟ لقد أقرّت الأوساط العلميّة عامّة بدور الفيتامين ج في مقاومة مرض السّرطان وذلك لطبيعته المضادة للأكسدة أي قدرته على القضاء على المواد المتأكسدة. لكن دور الفيتامين يتجسّد في أكثر من مجال ووجه. فلقد بيّنت الدّراسات التي قام بMaramag وفريقه في سنة 1997 والتي شملت خلايا سرطانيّة من البرستاتة أنّ الفيتامين ج يعيق توالد ونموّ الخلايا السرطانيّة بإنتاجه لمادّة «بيروكسيد الهيدروجين». فالفيتامين ج يؤثّر على تمايز ونموّ الخلايا السرطانيّة بالتّأثير على غشائها الخارجي والميتوكندريا (أو الحبيبات الخيطية) والنّواة (Lupulescu,1992) كما يؤثّر الفيتامين ج على عديد الجينات وعلى قدرتها على التّعبير بل إنّه يساعد بعض المواد المستعملة في العلاج الكيميائي المتعارف على قتل الخلايا السرطانيّة وقد وقع التّأكّد من هذا الدّور في عديد الأمراض السرطانيّة كسرطان الدمّ أو «اللوكيميا». أخيرا يؤثّر الفيتامين ج في إنتاج مادّة الكولاجين وفي هيكلة الألياف المحيطة بالخلايا السرطانيّة بدعمها والحيلولة دون انتشار الخلايا السرطانيّة في الدمّ ب»سجنها» و»محاصرتها» (Rath و Pauling، 1992). (يتبع)