تثير النّتائج المتناقضة لهذه الدّراسات التّساؤل وهذا يتطلّب التّعرض لها بمزيد من الثّقة ودعمها بتجارب مخبرية. فلقد وقعت إضافة الفيتامين ج إلى خلايا سرطانيّة وقع الحصول عليها في المخبر. لقد وقعت مراقبة نموّ وتوالد الخلايا السرطانيّة وتبيّن أنّ الفيتامين ج يعيق توالد الخلايا السرطانيّة وقد أكّدت ذلك دراسات علميّة عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر دراسات Leung وفريقه في سنة 1993 وRiordan وفريقه في سنة 1995 وKoh وفريقه في سنة 1998 وNetke وفريقه في سنة 2003 وHarakeh وفريقه في سنة 2004. يبرز مفعول الفيتامين ج حين يبلغ درجة تركّز تتراوح بين 400 ميكرومول (400 MM) و 1 ميليمول (1 mM). لكن هل يمكن الحصول على هذه النّسب والمقادير من الفيتامين ج في دم المرضى؟ نحن نعلم أنّ كميّة الفيتامين ج في الدم مرتبطة بمدى قدرة الجسم وبالتحديد الجهاز الهضمي على هضم هذا الفيتامين وقدرة الكليتين على التخلّص منه. فعندما نقدّم لشخص غراما من حامض الأسكوربيك بالفم في اليوم نحصل على نسبة تركّز في الدم تبلغ 80 ميكرومول (Levine 1996) لكن عندما نرفّع من كميّة الفيتامين ج إلى 2,5 غراما تبلغ نسبة التركيز في الدمّ ب100 ميكرومول. إذن يصعب الحصول على النّسب المفيدة والناجعة في الدمّ من الفيتامين ج بتوفير هذه المادّة بالفم. كيف السبيل للحصول على نسبة تركيز ناجعة للفيتامين ج في الدمّ؟ بحقن المرضى ودون التسبّب في تعكّرات لديهم. في سنة 1995 قام الباحث Riordan وفريقه العلمي بدراسات اعتمدت حقن المرضى بالفيتامين ج وذلك بكميّات متصاعدة وصولا إلى 115 غرام في اللّتر يقع حقنها على مدّة 8 ساعات وعلى امتداد 13 أسبوعا وبصفة متقطّعة بحيث يحصل كلّ فرد على 39 حقنة. بين الحقنة والأخرى يتناول المريض الفيتامين ج بالفم وتبلغ لدى بعضهم 10 غرامات في اليوم وقد بلغت نسبة تركّز الفيتامين ج في الدمّ 10 ميليمول ولم يتوسّع الورم طالما واصل المرضى تناول الفيتامين ج. نذكّر أنّ دراسات Moertel وفريقه في سنة 1985 قد اعتمدت الفيتامين ج بالفم وذلك تماما كما هي دراسات Cameron وفريقه في سنة 1995. لقد أقرّت الأوساط الطبيّة بنجاعة حقن المرضى بالفيتامين ج. في سنة 2003 حقن Drisko وفريقه من قسم أمراض سرطان بالمركز الطبي بالكنساس (الولاياتالمتحدة الأمريكيّة) 60 غراما من الفيتامين ج وبمعدّل مرّتين في الأسبوع مريضتين مصابتين بسرطان البويضتين إضافة إلى كميّات عالية من المواد المضادة للأكسدة وذلك عن طريق الفم. لقد كانت النتائج مرضيّة وقد مكّن ذلك المريضتين بالبقاء على قيد الحياة مدّة تفوق الثلاث سنوات. رغم كلّ ذلك لم تقتنع الأوساط الطبيّة التّقليديّة بفوائد الفيتامين ج وشكّكت في قدرته على العلاج من مرض السّرطان. (يتبع)