تجسيدا لمشروع اللاّمركزية تم احداث 7 بلديات جديدة بالقيروان لكن عملها مهمة صعبة باعتبارها انطلقت من الصفر على جميع المستويات اللوجستية والإدارية والاستراتيجية والاتصالية والبشرية. تونسالقيروان (الشروق) فبلدية عبيدة المحدثة والتي تنتمي الى معتمدية الشبيكة تتكون من أربع عمادات (سيدي علي بن سالم، عبيدة الشرقية، والكرمة،) تتميز بضخامة ثرواتها الحيوانية وطاقاتها التشغيلية ومنتوجاتها الفلاحية المتنوعة . يقول رئيس بلدية عبيدة مهدي الهادفي ان المنطقة بقدر ما تساهم في الدورة الإقتصادية على الصعيدين الجهوي والوطني، بقدر ما تعاني من عدة نقائص أهمها الطريق الرابطة بين ط 2 والطريق 3 مرورا بسيدي علي بن سالم وعبيدة. حيث يشكل عائقاً كبيرا في الوقت الراهن وخاصة إثر نزول الأمطار تعيش شللا في الحركة والجولان . رؤساء البلديات يتذمّرون ويطالبون رئيسة بلدية الشواشي وسيلة الهادفي ترى أن أهم عائق تواجهه البلدية هوغياب الموارد البشرية حيث لا تزال منذ تركيزها تعمل دون كاتب عام بلدية مؤكدة ان ذلك عطل كل المشاريع المتعلقة بالتنوير العمومي وإصلاح الطرقات والمسالك الفلاحية الى اليوم وان ميزانية 2018 و2019 البالغة 700 الف دينار لم تصرف بعد. وأوضحت الهادفي ان احتجاجات الأهالي منطقية أمام غياب الموارد البشرية الأساسية مطالبة بإيجاد حل للإلحاق أوالانتداب محذّرة من مغبة استمرار الحال على ما هو عليه . اما ببلدية سيسب الذريعات فقد اضطلع عمال النظافة بمهام أعوان البلدية في غياب الموارد البشرية وفي مناسبات عديدة يقوم رؤساء البلديات بجميع المهام وفق تعبيرهم. وبلدية جهينة التابعة لمعتمدية بوحجلة والتي يبلغ عدد سكانها 24756 نسمة وتمتد مساحتها على 25144 كم2، فتعوزها الموارد البشرية , في حين يراهن مجلسها على الاستجابة لأولويات المواطن في المناطق السقوية والماء الصالح للشرب الذي يمثل اكبر معضلة بالجهة وغيرها من المرافق العمومية,نقائص تطمح البلدية الى تحقيقها ووضعها ضمن مخططها. الولاءات الحزبية عمقت الأزمة من جانبه علق رئيس بلدية سيسب الذريعات سالم نصرالله قائلا: ان البلديات المحدثة تشتغل بطريقة عشوائية ومن دون رؤية واضحة موضحا ان الدولة أوجدت البلديات المحدثة وتركتها بمثابة قنبلة موقوتة في غياب الإمكانيات البشرية وإرادة حقيقية لتفعيل اللامركزية والحكم المحلي معلقا على ان مساهمة الدولة لدعم البلديات المحدثة لا تتعدى ال2.5 بالمائة من ميزانيتها . واقترح نصرالله تكثيف التكوين السياسي لأعضاء المجلس البلدي وتكوين فني سياسي قادر على التعاطي مع الازمات واحكام التواصل مع المواطن وليس مجرد تكوين بيروقراطي مجانب للواقع كما يحدث اليوم. كما اقر نصر الله ان الأغلبية الساحقة بالبلديات المحدثة تفتقر للنضج السياسي بل وتغلب الولاءات الحزبية اثناء ممارسة العمل البلدي مطالبا بنزع الجبة الحزبية لبعض الأعضاء والتركيز على خدمة التنمية البلدية للجهات دون ولاءات.. الدعم الدولي والحوكمة الرشيدة ولئن عوّلت السياسة الحكومية على الاستنجاد بالمانحين الدوليين لتوفير الدعم للبلديات المحدثة فان الأغلبية ترى انها تندرج في صلب دمقرطة الحكم المحلي من منطلق المراهنة على إنجاح التجربة الديمقراطية في تونس على اعتبار ان هذه الجهات المانحة مستفيدة . وقال رئيس بلدية سيسب الذريعات ان الجهات المانحة حاضرة بقوة من حيث الرقابة والمتابعة لصرف هذه الاعتمادات التي كان نصيب بلدية سيسب 7 مليارات و421 مليونا تم توزيعها حسب المقاربات التشاركية باعتماد نصيب الفرد الواحد ,معلقا على ان الحوكمة الرشيدة وحسن التصرف في هذه الموارد قادران على إنجاح سير العمل البلدي . ويرى بعض مستجوبينا من رؤساء البلديات ان التعامل مع المواطن سيما بهذه المناطق مهمة صعبة حيث لم يتشكل لديه بعد مفهوم الديمقراطية والتشاركية والعمل البلدي.