تواجه المجامع المائية بالجريد مشكل قطع التيّار الكهربائي عن آبار ريّ الواحات لعجزها عن تسديد ثمن استهلاك الطاقة الكهربائية وهو مبلغ مرتفع جدا ويشهد منذ سنوات زيادات مهولة وغير واضحة حسب تصريح عدد من مسيري المجامع. توزر «الشروق»: وتمثّل الطاقة الكهربائية 80 % من مصاريف المجمع حسب تصريح عصام الرويسي العضو المكلّف بالدورة المائية بالمجمع التنموي (7 آبار) وهو أكبر مجمع في ولاية توزر ,و يشرف على واحة تمسح 350 هكتارا ويستغلّها حوالي 1200 فلاّح ويتمّ ريّها بسبع آبار, والزيادات فجئية حسب قوله ممّا يجعل موازنات الجمعية تقديرية ,فكلفة الساعة الواحدة من مياه الريّ سنويا تبلغ حاليا 500 دينار وهي مرشحة للزيادة ب13 % وتبلغ النسبة العامة للزيادة في فاتورة استهلاك الطاقة الكهربائية حوالي 40 % سيتمّ تسليطها على الفلاّح . وتضخّم فاتورة استهلاك الطاقة الكهربائية لا يعود إلى الزيادة في تسعيرة الطاقة الكهربائية فقط بل أيضا إلى شيخوخة الآبار وبعدها عن المنطقة السقوية ممّا أدى بالجمعية إلى استغلال فترة الذروة لتعميم الدورات المائية على كافة الفلاحين وكلفتها أرفع حيث تبلغ كلفة الطاقة الكهربائية المستهلكة من بئر واحدة شهريا حوالي ألفي دينار, وتقدّر الخطايا التي تتحمّلها الجمعية ب7000 دينار أي أنّ كلفة الطاقة الكهربائية للبئر الواحدة حوالي 9000 دينار. عجز المجامع عن تسديد ديونها من جهته قال سامي الخالدي رئيس مجمع عين التربة بدقاش إنّ واحة الجمعية التي يشرف عليها تسقى من بئرين إحداهما معطبة منذ شهر جويلية المنقضي وكانت كلفة البئرين 7000 دينار شهريا ,وعندما أصبح الريّ ببئر واحدة أصبحت الكلفة 11000 دينار خلال شهر جويلية المنقضي بسبب استغلال الطاقة الكهربائية وقت الذروة مرتفع الكلفة والخطايا الناجمة عنه ممّا دفع بالجمعية إلى التقشف في الاستهلاك بتأخير الدورة المائية لتصبح 13 يوما عوضا عن 10 أيام وهو إجراء ينعكس سلبا على جودة المنتوج إلا أنّ الجمعية تتفادى من خلاله دفع 1200 دينار من كلفة الطاقة الكهربائية كلّ دورة مائية باعتبار أنّ كلفة الطاقة الكهربائية يوميا للبئرين 400 دينار. اتحاد الفلاّحين يرفض ويهدّد قال رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصّيد البحري بتوزر عارف ناجي إنّ الاتحاد تفاجأ خلال شهر أوت 2018 بالترفيع في فواتير مياه الريّ بحوالي 35 % بعنوان غلاء الطاقة الكهربائية ,فوجّه بيانا إلى رئاسة الحكومة ووزير الطاقة منذ ثلاثة أشهر وعقد جلسة تحسيسية مع رؤساء المجامع ودعاهم إلى عدم خلاص الزيادات المدرجة بالفواتير لسنة 2018، ومن المتوقع تراكم مديونية مياه الريّ لسنة 2019 فسعر ساعة مياه الريّ الواحدة كان قبل الزيادات في الطاقة الكهربائية 6000 مليم وسيرتفع ليبلغ 10000 مليم ممّا ينذر بعجز تامّ للمجامع عن تسديد ديونها لدى شركة الكهرباء فكثّف مساعيه لمنع قطع الكهرباء عن آبار الريّ وتمّ الاتفاق على عدم قطع الكهرباء عن كافة الآبار بولاية توزر والبالغ عددها 98 بئرا منها 94 بئرا للريّ فالفترة الحالية يتمّ فيها تلقيح النخيل والإقدام على قطع الكهرباء عن الآبار تعتبر جريمة حسب مجلة المياه ,كما تمّ الاتفاق على عدم إدراج الزيادات والمقدّرة ب35 % في فواتير مياه الريّ والاقتصار على تسديد الديون القديمة، وحذّر من غضب الفلاّحين والبالغ عددهم 14000 فلاح بولاية توزر في صورة التمادي في قطع الكهرباء عن آبار الريّ فالسّلم الاجتماعي سيتحوّل إلى فوضى عارمة وفق تعبيره. شركة الكهرباء توضّح... محمد دمّق رئيس اقليم توزر للكهرباء والغاز قال إنّ الشركة لها عقد مع المجامع المائية ويتمّ التعامل مع رؤساء هذه المجامع وتسليمهم فواتير الاستهلاك ومع كلّ زيادة تقرّها الدولة نمدّهم بنسخة من التعريفات الجديدة مع الفاتورة واستهلاك كلّ شهر , وبالنسبة لأوقات الذروة فالشركة تشجّع على الاستغلال خارجها وتدعو المجامع إلى تقسيم الدورة المائية خارجها باعتبار حساسيتها ويتمّ تسليط خطايا عند الريّ فيها ,والتسعيرة سواء كانت خاصة بالأوقات العادية أو الذروة تحدّدها وزارة المالية وليس شركة الكهرباء وعند حدوث خلل فني أو إشكال مع بعض المجامع تتمّ المراجعة بقراءة العدّاد والتثبّت إن كان استغلال الطاقة الكهربائية في وقت الذروة أو خارجها ,وتمّ إقرار الزيادات بالنسبة للجهد المتوسط للفلاحين وغيرهم فكانت خلال شهر ماي 2018 ب126 مليما الكيلواط في النهار و144 مليما الكيلواط أوقات الذروة و96 مليما في الليل وآخر زيادة كانت في سبتمبر 2018 ب164 مليما في النهار و170 مليما أوقات الذروة و120 مليما في الليل .وعلى إثراحتجاج بعض الصناعيين وامتناعهم عن الخلاص تمّ الاتفاق بين الوزارات والمنظمات المعنية على إلغاء هذه التسعيرة ابتداء من 01 نوفمبر 2018 على أن يبدأ العمل بالزيادة سنة 2019 بتقسيمها على ستة أشهر وإلى غاية شهر جوان ,وأقرّ الاتفاق على التخفيض في القيمة المضافة بالنسبة لاستعمال الريّ الفلاحي فلقد كانت نسبتها ٪13 وصارت ٪7.