من الشمال الى الجنوب ومن السٌاحل الى الشمال الغربي الى الوسط والوسط الغربي لا تكاد تخلو مدينة ولا قرية من تظاهرات ثقافية التي يشارك فيها عدد كبير من الضيوف العرب والأجانب ويكفي أن نذكر هذه الأيام ثلاث مهرجانات كبرى للمسرح مهرجان المسرح التجريبي بمدنين مهرجان الفرجاني منجة بقابس مهرجان الفرجة الحيٌة بقفصة وعدد آخر من التظاهرات الشعرية . هذا الزخم من التظاهرات الشعرية لا نجد له أي أثر على شاشات الفضائيات التونسية فهل يعقل أن تفتقر فضائياتنا الى برنامج أسبوعي يكون مجلٌة مرئيّة ترصد فعاليات الثقافة التونسية والمشهد الثقافي بتنوعه خاصة على الفضائية العمومية القناة الأوٌلى والثانية فهما الداعم الرئيسي يفترض للأتشطة الثقافية ففي بداية تأسيس التلفزة الوطنية كانت تستضيف المبدعين وتدفع لهم مقابلا ماليا بحضورهم في برامجها . اليوم أشعر بأسى حقيقي لغياب مجلٌة ثقافية تلفزيونية تعنى برصد الفعاليات الثقافية في مختلف جهات البلاد بما فيها الموسيقى والشعر والسينما والمسرح والفن التشكيلي فرصد التظاهرات الثقافية أحد مهام التلفزة الوطنية بقناتيها أما القنوات الخاصة فتلك مأساة أخرى فالثقافة هي آخر اهتمامات الفضائيات الخاصة . فمتى تنتبه مؤسسة التلفزة الوطنية لهذا الغياب الذي لا يستقيم ويتناقض أساسا مع دورها الوطني .