منذ افتتاحها جذبت مدينة الثقافة جل التظاهرات الثقافية التي اصبحت تنتظم داخل فضاءاتها ما اثار استياء البعض ممن وصفوا ذلك بالإحتكار مطالبين الدولة بتفعيل دورها التعديلي في حين رأى البعض الآخر ان في احتضان المدينة لهذه التظاهرات دعم لإشعاعها . تونس الشروق: نجوى الحيدري من ايام قرطاج الشعرية الى ايام قرطاج السينمائّية ثم المسرحية تظاهرات اثثت شارع الحبيب بورقيبة و أحيته لسنوات لكن مع افتتاح مدينة الثقافة تحولت هذه المهرجانات الى فضاءات المدينة اين تقام جل فعالياتها منذ الإفتتاح الى الإختتام ... وان استحس بعض المتابعين لهذا الشأن احتضان مدينة الثقافة لهذه التظاهرات باعتبار ان هذا الفضاء يزيد بريقا للمهرجان نظرا للإمكانيات التقنية و المعمارية التي يتميز بها اضافة الى انه لا يبعد كثيرا عن شارع الحبيب بورقيبة كما ان المدينة ساهمت في حل ازمة القاعات وسط العاصمة وهي التي توفر قاعات عرض مصممة على الطريقة العالمية ... من جهة اخرى يرى البعض الآخر من المثقفين و اصحاب القاعات ان بعض المهرجانات لا يمكن ان تقام الا في قاعات شارع الحبيب بورقيبة على غرار ايام قرطاج الموسيقية او مهرجان الأغنية سابقا و الذي عرف بالمسرح البلدي ايضا ايام قرطاج السينمائية التي كانت تقام في قاعة الكوليزي وهي التي تضفي على هذا المهرجان رونقا خاصا ....هذه التظاهرات يتردد من بعض المتابعين لها انها فقدت بريقها بمجرد انتقالها الى فضاءات اخرى معتبرين مدينة الثقافة فضاء مغلق غير منفتح على الجمهور مثلما يحصل في شارع الحبيب بورقيبة اين يتجمع الجمهور لمشاهدة المشاهير و نجوم المهرجانات المارين على السجاد الأحمر ... و ان كانت مدينة الثقافة هي من اهم الإنجازات الثقافية في تونس لما توفره من مزايا و إمكانيات مادية و معنوية وحلول لقطاع الثقافة خاصة في ظل مشكل نقص الفضاءات في العاصمة. فهل يمكن ان يخفي هذا الصرح الثقافي بعض المعضلات ؟...الإستفهام المطروح اليوم هو مستقبل الفضاءات الثقافية الاخرى داخل العاصمة مقابل احتكار مدينة الثقافة لجل التظاهرات الثقافية الى جانب قتلها لبريق شارع الحبيب بورقيبة في فترة هذه المهرجانات حسب اعتقاد البعض .. على الدولة التدخل بدورها التعديلي في هذا الصدد يتحدث مدير قاعة سينما الريو الحبيب بالهادي « مدينة الثقاف مكسب وطني وهي انجاز سيوفر للثقافة والفن قاعات عرض من طراز رفيع وبمقاييس عالمية خاصة و ان جل القاعات تقريبا في العاصمة ليست مريحة .. يضيف الحبيب بالهادي و شخصيا لا ارى انها ستقضي على بقية القاعات مكانها ممتاز و هي تلقي بجمالها على العاصمة الى جانب انها متعددة الإختصاصات توفر فضاءات عصرية ومن طراز رفيع و تشجع التونسي على الإقبال على الثقافة ... و فيما يتعلق «بفكرة قضائها على بريق شارع الحبيب يقول « تونس ليست شارع الحبيب بورقيبة فقط و مدينة الثقافة تمتاز ببنية تحتية تضفي جمالية على المهرجان الى جانب قاعات المدينة فيها افضل التجهيزات و توفر الاريحية للجمهور و الضيوف من جهة اخرى هناك توسع اكثر لقطر المهرجان وهذا ما يحسب لمدينة الثقافة ... يؤكد « بالهادي « ففي الماضي كنا نفتقر للقاعات و مع تشييد مدينة الثقافة سيظهر معها نوع من المنافسة وهو ما سيدفع بأصحاب القاعات الى الصيانة و اعادة تهيئة هذه الفضاءات خاصة اضافة الى ان ارتفاع عدد هذه الفضاءات سيساهم في توزيع الفيلم التونسي على اكثر من قاعة وهو ما سيدفع عجلة الانتاج ايضا .يستدرك بن ملوكة « لكن ان تحتكر مدينة الثقافة جل العروض و المهرجانات هنا لا بد من تدخل الدولة من خلال دورها التعديلي و التنسيقي حتى لا يتم إقصاء بقية القاعات ...» على قاعات العاصمة توفير شروط الفرجة حتى تسترجع جمهورها من جهته يقول المسرحي حمادي المزي « انا مع هذا وذاك مع مدينة الثقافة و الفضاءات الموجودة في شارع الحبيب بورقيبة و رغم ذلك نحن مازلنا في حاجة الى مزيد القاعات .. في بلدان اخرى تقام المهرجانات في المدن الصغيرة و تشع على كامل البلاد... و شارع الحبيب بورقيبة ليس بعيدا على شارع محمد الخامس ... يضيف حمادي المزي « لا اعتقد ان نجيب عياد سيغفل عن تركيز شاشة عملاقة في شارع الحبيب بورقيبة يوم افتتاح ايام قرطاج السينمائّية حتى يستمتع الجمهور بالمهرجان ... « يقول المزي شارع الحبيب بورقيبة «أخذ حقه « و نتمنى ان يبقى دائماً حاملا لرمزيته لكن من حق شارع محمد الخامس ايضا ان يكشف على بريقه و هو ما ستوفره له مدينة الثقافة ..» من جهة اخرى يرى حمادي المزي ان على الفضاءات الخاصة تحسين وضعياتها و العمل على صيانة قاعاتها حتى تتوفر فيها شروط الفرجة مضيفا انها لقيت الدعم الكبير من وزارة الثقافة الا انها لم تستغل ذلك في الصيانة و انما في أشياء اخرى مؤكدا انها اذا ما حسنت من خدماتها و تجهيزاتها و تقنياتها و نسجت على منوال مدينة الثقافة فإنها ستستعيد جمهورها على حد تعبيره.