أشاهد منذ ايام الفضائيات الجزائرية والمغربية والاحظ الحضور الكبير للمثقفين والمبدعين سواء كمشاركين في برامج حوارية او كمنتجين ومنشطين من شعراء وكتاب ومسرحيين وسينمائيين ووجدتني دون ان اقصد اقوم بمقارنة بسيطة بيننا وبينهم ! فاذا استثنينا برنامج جمهورية الثقافة الذي يبث آخر الليل وقناة "تلفزة تي في" التي تخصص مساحات واسعة للثقافة لا نكاد نجد اي حضور للثقافة لا مسرح لا سينما لا فنون تشكيلية لا أدب علما ان كراس الشروط الذي تعتمده الهايكا ينص وجوبا على الاهتمام بالثقافة ولكن هذا البند للاسف تتجاهله الفضائيات التونسية . ان المعضلة التي تعاني منها تونس في مستوى فضائياتها واذاعاتها هي الاسفاف الكبير والصراخ غير المجدي والرداءة بخمس نجوم واحتقار الثقافة والمثقفين ففي زمن ما كان هناك برنامج اسبوعي يرصد الشارع الثقافي وكانت هناك برامج ثقافية اسبوعية تداول على تقديمها كبار المثقفين التونسيين يكفي ان نذكر المرحوم جعفر ماجد والمرحوم سمير العيادي والدكتور خليفة شاطر وعروسية النالوتي ومحمد احمد القابسي وهشام بوقمرة وغيرهم من الكتاب والمسرحيين والسينمائيين واليوم لا نجد احدا من هؤلاء بعد ان تحولت مؤسسة التلفزة التونسية الى صحراء بلا معنى ومثلها الفضائيات الخاصة اننا نعيش زمن اللامعنى للاسف.