لنحرم الورم السرطاني من وسائل نموّه: غذاء يقاوم السرطان السّرطان يحبّذ السكريات والملح وينمو في محيط يتميّز بالحموضة. نعلم جيّدا أنّ النّظام الغذائي العصري هو أساسا محمّض أي أنّه يجعل الجسم يميل للحموضة وهذا ناتج عن تناول اللّحوم الحمراء والحليب ومشتقاته والمرطّبات والعجائن والزيت المقلي والمشروبات الغازيّة والأكلات الجاهزة والمشروبات الصناعية بأنواعها. فعندما نتناول السكريات يفرز البنكرياس كميّات عالية من الأنسولين لهضم السكر وهذا يتسبّب في نموّ للخلايا السرطانيّة في البنكرياس. إنّ استهلاك علبتين من الصودا في اليوم يهيّئ للإصابة بسرطان البنكرياس والمريء œsophage كما يهيئ أيضا لسرطان الثدي وسرطانات الجهاز الهضمي. بيّن المعهد الفرنسي للسرطان أن استهلاك كميات عالية من الملح يهيّئ لسرطان المعدة وهذا مرتبط أساسا باستهلاك الأجبان والنقانق (Charcuterie). من المعلوم أنّه عادة ما تضاف للنقانق مادّة النتريت (مرقاز) للحصول على اللّون الأحمر وهي تتسبب في سرطان الجهاز الهضمي وبالأخصّ سرطان القولون الذي يرتبط أساسا باستهلاك اللّحوم الحمراء. أمّا استهلاك كميّات عالية من الكالسيوم (المتوفّر أساسا في الحليب) وعكس الاعتقاد الشائع فهو يزيد من إمكانيّة الإصابة بسرطان البرستاتة وقد أكّدت ذلك دراسة علميّة كندية حديثة. فاستهلاك كميّة عالية من الكالسيوم من شأنه أن يعيق التحوّل الغذائي (Métabolisme) للفيتامين د والحصول على مواد معطّلة لنموّ الخلايا السرطانيّة. من ناحية أخرى فإن استهلاك المشروبات الكحوليّة وبالأخصّ الوسكي والجعة يزيد من الإصابة بسرطان الفم والبلعوم والحبال الصوتيّة والقولون والثدي والكبد. لمقاومة حموضة الجسم ينصح بعض الأطبّاء بإضافة كربونات الملح إلى الماء. لمقاومة السّرطان لا بدّ من دعم المناعة لأنّ الجسم الضعيف والهزيل يمثّل مجالا خصبا لترعرع السّرطان. لا يعني ذلك أنّنا نشجع على السّمنة التي تهيّئ إلى سرطان الرحم والثدي والقولون والمريء والبنكرياس. مناعة قويّة تعني توفّر الفيتامينات والأملاح والمغذيات وتعني أيضا حماية الغلاف الدّاخلي للجهاز الهضمي بتناول المواد الغنيّة بما يعرف بالبروبيوتيك مثل الجزر والهندباء Endives. لا بدّ أيضا من مقاومة الالتهابات وهناك علامة دالة في الدّم على الالتهاب وهي درجة تخثّر الدم (vitesse de sédimentation V.S). لمقاومة الالتهاب لا بدّ من القيام بنشاط جسمي وتجنّب الزّيوت الحيوانيّة واللّحوم خصوصا منها الحمراء والحليب ومشتقاته والإكثار من المواد المضادة للالتهاب كالكركم والشاي الأخضر وكلّ المواد الغنيّة بمادة الأوميغا 3 التي نعثر عليها في زيت الكتان والعنب والجوز والكولزا والأنقليس Anguilles والرنكة وغزال البحر أو "الماكرو" والسلمون الطبيعي وغير المربّي والخضر مثل السبانخ والخص والبقلة (Pourpier) والملفوف والقموح الكاملة والشعير وزيت الزيتون وحبوب السمسم. لا بدّ أيضا من تعطيل بروز الأوعية الصغيرة المغذية للورم وهي أوعية تنشأ بالتزامن مع ظهوره. هناك مواد عديدة تقاوم ذلك لعلّ أهمّها أنواع من الفطر التي سبق ذكرها والشاي الأخضر والكركم. كذلك ننصح بتناول الأستروجين النباتي المتوفّر في عديد الخضر والغلال مثل الكرنب والبروكلي والثوم والشاي الأخضر والكركم والغلال الحمراء والشكلاطة السوداء والصويا وهذا بالخصوص في حالة سرطان الثدي المرتبط بالهرمونات. (يتبع)