بين الموقف الرسمي لحزب تحيا تونس والتسريبات المنشورة تعددت الروايات حول خفايا تأجيل اختتام مؤتمر "تحيا تونس" من الأحد إلى يوم غد الاربعاء. فماهي الأسباب الحقيقية للتأجيل؟ تونس «الشروق» بالعودة الى افتتاح أشغال المؤتمر التأسيسي يوم السبت الماضي، وقع حدثان مهمان ستكون لهما انعكاسات واستتباعات في علاقة بما سيجري في سياق مؤتمر الحزب، الأول مثل على المستوى الوطني حدثا مأسويا تمثل في حادث اصطدام سيارتين في منطقة سبالة أولاد عسكر بسيدي بوزيد راحت ضحيته ارواح بشرية ،والثاني حزبي داخلي يهم توافق قيادة حزب تحيا تونس على القائمة الوطنية التوافقية الوحيدة المتنافسة على المجلس الوطني للحزب وبروز قيادات غاضبة من العملية. هذان الحدثان سيكون لهما تأثير مباشر في مسألة تأجيل اختتام اشغال المؤتمر الذي كان مبرمجا يوم الاحد.وسيفسران خفايا تأجيل المؤتمر وفق روايتين متناقضتين احداهما رسمية والاخرى نابعة عن حديث الكواليس. التبرير الرسمي بخصوص التبرير الرسمي لتأجيل اختتام اشغال مؤتمر تحيا تونس نفى الامين العام للحزب سليم العزابي وجود أية خلافات كامنة وراء التأجيل، مشيرا الى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد طلب ذلك لأسباب اخلاقية انسانية تدفع الى ضرورة ارجاء المظاهر الاحتفالية، وانهم خيروا حضور المؤتمرين أول امس في القاعة المغطاة برادس لإعلامهم بذلك ترسيخا لمبدإ الوطن فوق الاحزاب ومؤتمراتها على حد قوله. وقال عضو تحيا تونس النائب سهيل العلويني في تصريح للشروق يوم السبت الماضي إن الحزب امام الفاجعة الانسانية قد يتجه الى التأجيل تضامنا مع المأساة. تشكيك في الكواليس هذه الرواية اصطدمت بحديث متناقض في الكواليس السياسية، حيث تحدث عن غضب الشق الدستوري في تحيا تونس من عملية اقصائه من القائمة التوافقية. وتداولت مواقع اخبارية وتدوينات فايسبوكية حديثا بشأن اصرار القياديين مهدي بن غربية والنائب مصطفى بن أحمد على اقصاء التجمعيين من مناصب المسؤولية داخل الحزب، وأن هذا الخلاف اندلع بسبب منع التجمعي السابق مبروك الخشناوي من التواجد في القائمة التوافقية ليمتد الى خلاف اشمل سبب انسحاب فيصل الحفيان وانقطاع ‹›حبل الامداد›› الدستوري في التعبئة فكانت النتيجة تأجيل المؤتمر وفق هذه الرواية، فأين الحقيقة اذن؟ «فيتو» بن أحمد من جانبه قال رئيس كتلة الائتلاف الوطني ورئيسة لجنة اللوائح في تحيا تونس مصطفى بن أحمد في تصريح «للشروق» أنه لا صحة لما يروج بشأن اقصاء الطيف الدستوري من حزب تحيا تونس وأن اسباب تأجيل اختتام المؤتمر تعود الى تزامنها مع فاجعة سيدي بوزيد. وبخصوص ماراج بشأن اقصاء التجمعيين والخلاف الذي جد بشأن مبروك الخشناوي أوضح بن أحمد قائلا: المرسوم عدد 13 لسنة 2011المتعلق بمصادرة اموال وممتلكات منقولة وعقارية سمح بمصادرة ممتلكات من لهم علاقة بمجموعة ال114 شخصا المذكورين فيه، فرفعت الفيتو بشأن وجود شخص تعلقت به شبهة فساد (في اشارة الى الخشناوي) في القائمة الوطنية فتحركت ضدي ماكينة التشويه››. اما بخصوص تدوينة بن مصطفى التي تحدث فيها عن الانسحاب قائلا:››مستعد ان ادفع حياتي من اجل حرية تفكيري....اقصى مايمكن ان ينتزعوه مني هو ‹›نخليهالكم واسعة وعريضة›› فقد أوضح بشأنها انه يعتزم الانسحاب من السجال المغلوط في الفضاء الافتراضي ،وليس من هياكل الحزب الذي آمن به مضيفا بالقول إن علاقته جيدة جدا بكمال الحاج ساسي وكل الدستوريين في الحزب. الرافد الدستوري ممثل في الحزب كما أكد النائب محمد الراشدي «للشروق» بطلان الرواية التي تحدثت عن وجود اقصاء للتجمعيين والدساترة من الحزب مضيفا أن كلا من شكري بن حسين وهشام بن أحمد وفيصل الحفيان اعضاء في القائمة التوافقية وتابع بالقول : لا اريد ذكر اسماء الاشخاص لكن كل ما في الامر أن الاعتراض كان بخصوص شخص ولا يهم رافدا أو طيفا سياسيا. ومن خلال ‹›الروايتين›› يتضح أن المضي في خيار قائمة توافقية وحيدة سبب منطقي في إفراز قيادة غاضبة من عدم تمثيلها في اعلى سلطة داخل الحزب وهي المجلس الوطني. حيث سيكون التحدي الأبرز للحزب في الايام القادمة مدى قدرته على استيعابهم داخل هياكل اخرى يحدثها المجلس الوطني في الثلاثة أشهر القادمة تفاديا للانقسامات. حقيقة الوعكة الصحية لكمال الحاج ساسي تداولت الكواليس السياسية في اليومين الاخيرين ان الوجه الدستوري في حزب تحيا تونس كمال الحاج ساسي اصيب بوعكة صحية نتيجة حدة الخلافات بشأن اقصاء الرافد الدستوري من الحزب، هذا الادعاء فنده رئيس ودادية قدماء البرلمانيين عادل كعنيش قائلا:خلافا لما وقع ترويجه فى بعض الصفحات الالكترونية فان الاخ كمال ساسي بخير وعافية ولم يحصل له أي توعك في الايام الاخيرة ولم يقع نقلته لأية مصحة للتداوى او المعالجة» جنيح يعلق نشر القيادي في حزب تحيا تونس حسين جنيح تعليقا على تأجيل اختتام اشغال المؤتمر :›› من يريد ان يقصي التجمعيين والدساترة عليه ان يبقى في منزله افضل››، وتعليقا عن ذلك قال مصطفى بن أحمد : أؤيد ماقاله حسين جنيح ‹›اللي مع الاقصاء يشد دارو›› لكن ماذا نفعل مع من تعلقت بهم تهم فساد»