نظمت مؤخرا مؤسسة المرحوم الهادي بوشماوي الخيرية بالشراكة مع المندوبية الجهوية التربية بقابس ندوة إقليمية محورها «مهن المستقبل» بفضاء الفرع الجهوي للمركز الوطني للتكوين وتطوير الكفاءات أشرف على افتتاحها منجي ثامر والي قابس إلى جانب المندوب الجهوي للتربية بالجهة لطفي الشيباني .. الندوة تهم كافة ولايات الجنوب وتستهدف بالأساس السنوات النهائية بالمعاهد الثانوية والطلبة وتلاميذ مدارس التكوين وكل الأطراف المهتمة بالشأن المدرسي والمهني والجامعي. أكد لطفي الشيباني المندوب الجهوي للتربية بقابس للشروق أن تنظيم هذه الندوة يأتي ضمن عديد المحاور التي تمت دراستها جيدا وتم العمل على تنفيذها بالشراكة مع مؤسسة بوشماوي الخيرية مشيرا أن فكرة محور «مهن المستقبل» هي مستمدة من واقع البلاد ونابعة من تململ يعيشه اليوم شبابنا الذي يبحث عن شغل .. اول مداخلات هذه الندوة كانت للأستاذ عبدالرزاق الجدي «الأقطاب التنافسية: فيض من المهن فائقة التكنولوجيا اضافة الى مداخلة الأستاذ صلاح الكعبي «الاحتياجات المستقبلية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة» أما دوليا فكانت المداخلات قيمة اهمها للسيدة Fiorance Robine رئيسة أكاديميتي منطقة الشرق الكبرى ونانسي- ماتز بفرنسا وعنوانها «مهن المستقبل والتكوين المهني بفرنسا» وكذلك مداخلة التونسي المنجي الزيدي مدير عام Achimed بفرنسا بعنوان»لماذا اخترت مهنة «مقاول»في مؤسسات تكنولوجيا الاتصال والمعلومات؟». وقد أكد صلاح الكعلي مدير عام الصندوق التونسي الأمريكي للبحوث للشروق أن أهم أسباب فشل إعداد أصحاب الشهائد في الحصول على شغل هو ان التكوين في تونس يتم بطرق وأساليب قديمة في المقابل فان العالم يتطور وحاجيات المؤسسات تتطور فلا تستقيم الأمور إذا كانت المؤسسة تشكو صعوبات والمتكونين وأصحاب الشهائد في حاجة لتطوير قدراتهم . اما عبدالرزاق الجدي الرئيس المدير العام لشركة التصرف في القطب الصناعي والتكنولوجي بقابس فقد تحدث في مداخلته حول الامكانيات الكبيرة التي تتيحها الأقطاب التكنولوجية في مجال المهن الجديدة على غرار الصناعات الغذائية البيولوجية، والصناعات الصيدلية ومواد التجميل والمهن الجديدة في مجال الطاقات المتجددة بالإضافة كذلك لصناعة الألعاب أو صناعة الترفيه التي تساهم في خلق مواطن شغل خاصة لحاملي الشهادات العليا وتعتبر آفاقها جيدة وهي من التوجهات الكبرى في عديد الدول المتقدمة. من جهته بين عزالدين ونيس رئيس مؤسسة المرحوم بوشماوي الخيرية أن هذه الندوة هي نتاج عديد الحلقات واللقاءات التي تمت بحضور التلاميذ والأساتذة وقد اتضح أن منظومة التوجيه تشكو خللا فالتلميذ في آخر محطاته التعليمية الثانوية يجد نفسه مذبذبا لا يعي جيدا احتياجاته التي تناسب مؤهلاته والتجارب العالمية اثبتت أن التلميذ في مراحله التعليمية الأولى قادر على تحديد اختياراته ومعرفة وجهته الحقيقية التي تناسب مؤهلاته وقد طرحنا على الوزارة كل تلك الإشكاليات وتبنت مشكورة الملامح الأولى وهي مهتمة بالندوة من خلال متابعة ممثليها بولايات الجنوب وتنتظر مخرجاتها. واضاف رئيس مؤسسة بوشماوي الخيرية ان التجارب الأوروبية وخاصة في فرنسا أكدت أهمية التكوين المهني في إعداد وتأهيل الشبان ليشغلوا ما يعرف بمهن المستقبل وهوما يفرض على مراكزنا القطاعية في التكوين الاقتداء بهذه التجارب فقابس تعد مثالا رائدا في مجال الفلاحة البيولوجية ومن المهم فتح آفاق التكوين المهني العالي في هذا القطاع المهم اضافة الى مجالات أخرى مهمة كمجال الطاقات المتحدة. هذه الندوة انتهت بتسجيل جملة من التصورات والتوصيات تعكس حرص جميع المتدخلين على رسم صورة متوازنة ورؤية مستقبلية لمهن متجذرة في الواقع وخصوصياته ومنفتحة على العالم. وتجدر الإشارة أنه قد تم يوم 26 افريل الجاري إبرام اتفاقية شراكة في الشأن التربوي تهدف الى تبادل الخبرات والتجارب وتعزيز التعاون البيداغوجي بين مؤسسة المرحوم الهادي بوشماوي الخيرية والمندوبية الجهوية للتربية بقابس وأكاديمية نانسي- ماتز بفرنسا بحضور ثلة من الإطارات من الجانبين التونسي والفرنسي.