أوصدت امس أغلب محطات الوقود ابوابها في وجه حرفائها بعد نفاد مخزونها من النفط و مواصلة سواق شاحنات التزويد إضرابهم رافضين الاتفاق المبرم بين جامعة النقل و منظمة الاعراف. تونس الشروق: رغم الاتفاق المبرم امس الاول بين الجامعة العامة للنقل و منظمة الاعراف و الذي ينص على إمضاء الملحق التعديلي الخاص بالزيادات في الاجور بعنوان سنتي 2018 و 2019 لأعوان شركات نقل البضائع و المحروقات و تمكينهم من بعض المنح المالية في إطار تصنيف سلكهم ضمن قائمة مهن نقل المواد الخطرة ، ظل الاضراب قائما في صفوف هؤلاء الاعوان الذين رفضوا فحوى الاتفاق و تمسكوا بضرورة تصنيفهم ضمن اتفاقية تجارة و توزيع المحروقات . هذا الرفض و عدم الالتزام بالاتفاق المبرم في الغرض و مواصلة الامتناع عن تزويد المحطات بالوقود من قبل سواق شاحنات نقل المحروقات ، اثار حالة من الفوضى و الاكتظاظ داخل محطات الوقود و خارجها وسط اجواء متوترة في صفوف المواطنين الذين استبشروا بالاعلان عن الغاء الاضراب قبل ان يتفاجؤوا بتواصله ، ما جعلهم يتذمرون من «اللعب باعصابهم» على حد تعبير البعض ممن استوقفناهم منددين بتعطيل مصالحهم جراء عدم تمكنهم من التزود بالوقود. وقد نتج عن طوابير السيارات التي اصطفت منذ الساعات الاولى ليوم امس امام محطات الوقود للتزود بالمحروقات نفاد مخزون اغلبها سريعا ما جعلها تضطر الى غلق ابوابها في وجه حرفائها و اخرى تواصلت فيها حالة الاكتظاظ الى ساعة متاخرة وسط غضب و احتجاج المواطنين الذين قضوا ساعات طويلة للظفر ببعض اللترات من الوقود و منهم من انتظر طويلا ولَم يسعفه الحظ ليعود أدراجه بعد نفاد المخزون. تشكيات أيمن عيساوي صاحب شاحنة خفيفة مخصصة لنقل الخضر ادان بشدة في حديثه معنا ما عبر عنه بالإضراب غير القانوني باعتبار انه تم إلغاؤه من قبل الجامعة العامة للنقل و بالتالي فقد شرعيته ، مضيفا انه اضاع يوم عمل بسبب انعدام البنزين لتضيع معه اجرة هذا الْيَوْمَ التي تعني الكثير بالنسبة اليه داعيا سلطة القرار الى حل هذه الازمة المتكررة رفقا بالمواطن «الزوالي «على حد تعبيره . الموقف ذاته عبر عنه احمد (صاحب سيارة) مشيرا الى انه اضطر الى التنقل عبر القطار ثم المترو الخفيف ليواصل طريقه سيرًا على الأقدام لمدة تتجاوز النصف ساعة قبل الوصول الى مقر عمله معبرا عن استنكاره الشديد من الوضع المتأزم الذي آلت اليه البلاد في ظل حالة الانفلات و التسيب وفق قوله .لتسانده الرأي ابتسام جمايعي مؤكدة انه بعيدا عن مشروعية المطالَب من عدمها فان مسؤولية الازمة تتحملها مختلف الاطراف المتدخلة التي أذاقت الشعب البسيط «الويلات» على جميع المستويات و أولها قطاع المحروقات الذي يعيش منذ فترة موجة من الاحتجاجات و الإضرابات في صفوف عمال محطات بيع الوقود و سواق الشاحنات المزودة ليصل الامر حد اضراب اصحاب محطات النفط و هو امر صار «مقرفا» وفق تعبيرها. جامعة النقل توضح حاولنا معرفة سبب رفض سواق شاحنات نقل المحروقات للاتفاق المبرم بين اتحاد الشغل و منظمة الاعراف ، اتصلنا بالكاتب العام المساعد للجامعة العامة للنقل فتحي الورفلي الذي ارجع الخلاف الى تمسك الاعوان بضرورة تصنيفهم ضمن اتفاقية تجارة و توزيع المحروقات و تمكينهم من مساعد «كونفيور» بالشاحنة و هو مطلب مثل محور تسع جلسات تفاوضية مع الغرفة الوطنية لنقل المواد الخطرة التابعة للاتحاد التونسي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية التي رفضته بشدة مقابل تمكينهم من منحة خصوصية تقارب ال200 دينارا . واضاف فتحي الورفلي ان بعض شركات نقل المحروقات تفرض ضرورة وجود مرافق لكل سائق لتزويد الشاحنات بالبترول وتفريغه في محطات الوقود الا ان الغرفة الوطنية لنقل المواد الخطرة رفضت هذا التمشي و هو ما جعل السواق يتمسكون بالإضراب و لا يلتزمون بالاتفاق المبرم في الغرض . واشار الكاتب العام المساعد لجامعة النقل ان باب التفاوض سيظل مفتوحا في سبيل تذليل الصعوبات و التوصل الى حلول جذرية تمتص غضب الاعوان و تجنب المواطن مزيد التوترات . غرفة نقل المواد الخطرة تدين ارجع رئيس الغرفة الوطنية لنقل المواد الخطرة بمنظمة الاعراف فتحي الزواري في تصريح للشروق تواصل الاضراب في صفوف اعوان شاحنات نقل المحروقات و تمردهم على قرار الجامعة العامة للنقل ، الى مطالبتهم بمنحة تقدر ب600 دينار للعون الواحد شهريا و هي مسالة اعتبرها غير ممكنة لاعتبارات عديدة اولها اثقال كاهل المؤسسات الناقلة للمحروقات. واضاف الزواري ان الطرف النقابي طالب كذلك ب»مرافق سائق « وهي مسالة غير معمول بها في كافة دول العالم باستثناء الشركات الحكومية كما طالب بمنحة خطر رغم ان وثيقة العمل تلزم السائق بالقيام بجملة المهام الموكولة اليه و التي وافق عليها قبل مباشرته للعمل . واشار الزواري الى وجود نية مبيتة وراء هذه المطالَب غير المنطقية على حد تعبيره مؤكدا ان الاتفاق المبرم مع الجامعة العامة للنقل لم يعد ساري المفعول بسبب تواصل الاضراب و انه لا مجال للعودة للتفاوض مجددا بعد هذا الاتفاق الذي لم يلتزم به الطرف النقابي و هو ما يعني الغاء الاتفاق مقابل تواصل الاضراب . من جهته اكد وزير النقل هشام بن أحمد في تصريح إعلامي أن الاضراب الذي ينفذه أعوان نقل المحروقات قد وقع فكه من الناحية القانونية بعد امضاء اتفاق بين الأطراف المعنية . الجيش يتدخل قرر مساء امس رئيس الحكومة يوسف الشاهد تسخير الجيش الوطني للتكفل بتوزيع الوقود على محطات بيع البنزين وذلك بسبب مواصلة أعوان نقل المحروقات تنفيذ اضرابهم لليوم الثاني على التوالي رغم التوصل الى اتفاق بين هيكلهم النقابي والغرفة الوطنية لنقل المواد الخطرة.