عاد امس الاساتذة الجامعيون الى مقر وزارة التعليم العالي لمواصلة اعتصامهم المفتوح وذلك بعد تنفيذهم لمسيرة وطنية بشارع الحبيب بورقيبة تنديدا بقرار تجميد اجورهم والمطالبة بتطبيق اتفاق 7 جوان 2018 . تونس - الشروق: بدعوة من اتحاد «اجابة» ، خرج امس الاساتذة الجامعيون التونسيون الباحثون في مسيرة سلمية حاشدة انطلقت من مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وصولا الى شارع الحبيب بورقيبة رفعوا خلالها شعارات عديدة مناوئة لوزير التعليم العالي وللحكومة محملة إياهما مسؤولية السنة الجامعية البيضاء وما آلت اليه الجامعة التونسية من توتر و«انهيار». ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي الذي جمع حشدا غفيرا من الجامعيين الباحثين ، بعد 42 يوما من اعتصامهم المفتوح داخل مقر الوزارة وبعد تجميد اجورهم للشهر الثالث على التوالي وبعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والاضرابات الدورية التي اختتمت بالاضراب الاداري ثم الاعتصام المفتوح . جملة هذه التحركات الاحتجاجية التي اتخذت منحى تصعيديا ، جابهتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بقرار حجب الاجور وهو ما زاد من حدة التوتر والغضب في صفوف هؤلاء المحتجين الذين وصفوا هذا الاجراء ب»الجريمة النكراء «في حقهم باعتبار ان مطالبهم مضمنة في محور اتفاق سابق وليست وليدة اللحظة على حد تعبيرهم كما ان اتخاذ قرار التجميد غير قانوني باعتبار انهم لم يتغيبوا عن التدريس وفق قولهم . وأكد المحتجون انه لا تراجع عن مواصلة الاضراب الإداري وكذلك الاعتصام الى حين عدول سلطة الاشراف والحكومة عن موقفهما تجاه هذه الشريحة من موظفي الدولة ونخبتها والتعجيل بتفعيل اتفاق 7 جوان 2018 وحماية الجامعة العمومية من «مشروع تدميري يهدف إلى تركيز تعليم عال خاص وتعليم عال أجنبي خاص». وحمل المحتجون مسؤولية الازمة التي تعيشها الجامعة العمومية الْيَوْمَ والمستقبل الضبابي للطلبة الى وزير التعليم العالي متهمين اياه بالدفع نحو هذه الازمة من خلال الإجراءات «غير القانونية «التي اتخذها ضدهم بداية «بالانقلاب» عن الاتفاقيات المبرمة معه في ضرب صارخ لمصداقية التفاوض مرورا بتجميد اجورهم للشهر الثالث على التوالي وصولا الى تسببه في حرمان الطلبة من اجتياز امتحاناتهم والذهاب الى سنة جامعية بيضاء . وجدد المحتجون تمسكهم بتطبيق اتفاق 7 جوان 2018 الهادف الى المضي نحو احترام سلم التأجير في الوظيفة العمومية والإبقاء على الكفاءات داخل الجامعات العمومية التونسية وفتح خطط الانتداب للدكاترة المعطلين عن العمل في جميع الاختصاصات حسب حاجيات المؤسسات واستشارة الجامعيين فيما يخص إصلاح منظومة امد . وكان المجلس الوطني للانابات قد قرر مواصلة الاعتصام المفتوح خلال شهر رمضان ورفع شكاوى على المستوى الإداري والعدلي وطنياً ودولياً عن طريق لجنة وطنية من رجال القانون ضد ما اعتبره قرارات «عشوائية جائرة «صادرة عن وزارة التعليم العالي معربا عن انفتاحه على التفاوض الجدي من أجل تطبيق اتفاق 7 جوان 2018 شريطة رفع تجميد الأجور دون قيد أو شرط وصرفها مباشرة .