قال الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية رائد المصري ان الرئيس الامريكي سيفشل في إرضاخ إيران رغم الضغوطات الاقتصادية المجحفة لأن النفط الإيراني أصبح حاجة دولية. كيف تقرأ الأجواء المتوترة بين ايران وأمريكا؟ هذا التوتر الذي أطلقه ترامب هدفه أولاً إبقاء حالة الاستنفار والاستقطاب في الخليج والسعودية بالتحديد لجلب الاموال من العدو المفترض وهو إيران...عبر إمكانية القدرة الأمريكية على تصفير صادرات ايران النفطية وشل حركتها المالية لقطع الدعم عن الفصائل المقاومة بوجه الكيان الصهيوني وهو الهدف الثاني لتثبيت أمن الكيان بعد المتغيرات التي حصلت في سوريا والتكامل الحدودي بين دمشق وبغداد...وهو يوسّع إطار حركة محور المقاومة باتجاه الكيان الصهيوني، لذلك ترامب متعجل في طرحه ل«صفقة القرن». هل ينذر اعتزام ترامب زيادة العقوبات على إيران بالحرب؟ الحرب ليست بالسهولة التي يتحدث البعض عنها، حتى اوراق ايران التي تمتلكها لمواجهة هذه العقوبات الامريكية مثلا كإقفال مضيق هرمز ليس امرا سهلا وسيجعل من بعض الدول تقف تلقائياً بجانب امريكا وهو ما تتنبه له طهران لكنها تهدد به كورقة ضاغطة على أسعار النفط عالمياً...وايران تراهن على التحايل على العقوبات الامريكية بتصدير النفط وها هي وفي اول يوم من بدء تصفير صادراتها النفطية باعت مليون واربعمائة الف برميل...ناهيك عن أن تركيا والصين والهند وهي دول كبرى لا يمكن ان تقبل بمنع النفط الايراني عليها وهو كما بدأ البعض يصرح بأن النفط الايراني حاجة دولية لا يمكن لاحد أن يسد هذه الثغرة . كيف سيكون الرد الايراني على عقوبات أمريكا؟ وهل سترضخ لهذه العقوبات؟ لا أعتقد...فإيران متمرسة على مواجهة العقوبات والشعب الايراني... سيكون هناك بعض التململ والانزعاج في بعض الأوساط أو ظهور التيارات المحافظة في ايران وخطاباتها الى السطح أكثر...لكنها سرعان ما ستتلقى ايران الصدمة الاولى وتبدأ بالتكيف مع تداعياتها والالتفاف عليها. هل سيذهب الصراع بين الطرفين الى مواجهة شاملة؟ ومن سيكون الرابح؟ لا احد قادر على الحرب لان العالم قد أستنزف مالياً واقتصادياً....ولا احد قادر على ضمان نتائج الحرب ان تكون بصالحه...خصوصاً امريكا ترامب التي تستعرض في خطاباتها التهديدية من دون ان نرى اي فاعلية على أرض الواقع. ماهي تأثيرات هذا الصراع على الشرق الاوسط وعلى العالم ككل؟ طبعا بدأ ترامب يدرك فقدان قدرته وتأثير سياساته وسياسات امريكا على العديد من الملفات والازمات وها هو يبدأ التواصل والاتصال مع بوتين لتبريد الأجواء والاتفاق على جولات حوارية بين الزعيمين...حيث بدأها وزيرا خارجية روسياوامريكا... فلا بد من الاحتكام لمبدإ التشاركية وفي ادارة الصراع حول العالم...وهذه يتوقف على قناعة ترامب الاخيرة بهذا الموضوع وبما يمكن ان يفيده انتخابيا في تجديد ولايته عام 2020.