كلمة أولى تشرع «الشروق» مع اول أيام شهر رمضان المعظم في تقليب صفحات من تاريخ اعرق بطحاء في العاصمة، هي «بطحاء الحلفاوين» في قلب العاصمة بطحاء شاسعة ...غنية بالذكريات والحنين والنكهة الخاصة في شهر الصيام ... من يقول «بطحاء الحلفاوين» يقول التاريخ.. والثقافة والابداع الفني بكل تفاصيله، ويقول أيضا الجدية والكد بكل جهد من اجل الحياة الكريمة. في بطحاء الحلفاوين يحلو السهر في رمضان ... فهي بطحاء الترفيه والألعاب والمسامرات والموسيقى والشعر والغناء تقع هذه البطحاء (الساحة) وسط الربض الشمالي المعروف باسم ربط باب سويقة الحلفاوين، وقد أحدث هذا الربض في أوائل القرن الحادي عشر تقريبا عندما ضاقت مدينة تونس (الجزء المركزي) عن سكانها، فتم الالتجاء إلى تعمير الربضين الشمالي والجنوبي بغاية بناء مساكن ومنشآت حضرية، وخلافا لما هو موجود داخل المدينة من قلة الساحات العمومية وضيقها (مثل بطحاء رمضان باي.. بطحاء القصر) فقد تمت المحافظة على الساحات الكبرى (مثل ساحة رحبة الغنم وساحة المركاض بالربض الجنوبي ورحبة سيدي الجبالي وسيدي شيحة وساحة الحلفاوين وساحة القلالين بالربض الشمالي). أما بالنسبة لأصل التسمية، تستمد بطحاء الحلفاوين اسمها من باعة الحلفاء الذين كانوا وإلى بداية القرن التاسع عشر ينتصبون لبيع الحلفاء بها وهذه المادة الأولية كانت تحول في مجموعة من الدكاكين إلى منتجات صالحة للاستعمال اليومي مثل الشوامي والقفاف والحبال وغيرها، وقد ظهر بعد ذلك أي حوالي القرن الخامس عشر سوق غير بعيد عن هذه البطحاء يعرف بسوق التبانين وهو كما يدل عليه اسمه خاص ببيع التبن الذي يستعمل لحشو البرادع المصنوعة من الحلفاء والخاصة بالدواب ولا يزال المسجد الواقع في مدخل نهج باب سعدون يحمل اسم مسجد البرادعيّة. يتبع