عديدة ومتنوعة هي مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو الذي تربى في كنف النبي وزوجه خديجة أم المؤمنين.. وهو الذي نهل من حوض الرسالة المحمدية وتشبّع بأخلاق الرسول الأكرم (صلعم).. لتأتي شخصية مكتملة حتى ان المرء ليحتار عند أي جانب منها يتوقف. فهو في العلم عالم ومتفقه في أصول الشريعة. وهو في الحكمة حكيم تفوق حكمته صيت أحكم الحكماء. وهو في الأخلاق قامة لا تطاولها قامة.. وهو فوق هذا فارس مقدام ومقاتل بارع يتحلى بشجاعة قل نظيرها سوف يجيّرها في سبيل الذود عن رسالة التوحيد واعلاء راية«لا إله إلا الله محمد رسول الله». اليوم سوف نتوقف عند حكمة علي رضي الله عنه عسانا نقترب من السر الذي جعل فتى ينشأ في شعاب مكة وفي تضاريسها القاسية والوعرة ولم تطأ قدماه يوما المدارس والكليات يبلغ كل ذلك النبوغ الذي جعل كلامه دررا مصفوفة وحكما عميقة وأشعارا بليغة.. ولنقل منذ البداية أن سر كل ذلك التفوّق والنبوغ وتلك الحكمة التي تقطر من كلماتها هي ثمرة التنشئة التي نشأ عليها في بيت النبي ذلك البيت الذي كان في واقع الأمر مدرسة المدارس وكلية الكليات ويشرف على اعطاء الدروس والحكم فيه معلم البشرية جمعاء.. رجل لا ينطق عن الهوى، علمه أعلم العالمين وأوحى إليه التنزيل ومكنه من مفاتيح كل العلوم ما جعله يتفوق على كل الرسالات ويهزم كل العلماء والحكماء.. بل ويستفيض في تفسير ظواهر علميّة وأمراض مازالت تحير العلماء والدارسين إلى يومنا هذا.. فلا عجب، وعلي ذلك الطفل الصغير الذي انتقل إلى بيت نبي ومعلم البشرية وهو غضّ طري في السادسة من عمره يفلح في الامساك بناصية الثقافة والعلم والمعرفة ويراكم منها زادا سما به إلى أعلى مراتب الحكمة... تجربة فريدة جعلته سيد فتيان جيله في بلاد العرب.. كما جعلته يتفوق على العلماء والحكماء من خلال امساكه بمفاتيح لا تبصر ولا ترى لكنها مفاتيح لا يدانيها شيء لنزولها من مشكاة النبوة. وهذا الزاد من المعارف سوف يجرّ علي بن ابي طالب رضي الله عنه في بحار الشعر والحكمة وسوف يتناول كل جوانب حياة البشر ورسالته في هذه الدنيا الفانية. وسوف يطلق حكما وأقوالا سوف تظل بمثابة المنارات التي تهتدي بها البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. غدا وقفات مع جوانب من حكمة علي. من أبلغ ما قال الإمام: آفة النفس الوله بالدنيا أفضل الناس.. أنفعهم للناس أشد القلوب غلاء القلب الحقود