تونس «الشروق» فيما استجابت قناة الحوار التونسي لقرار الهايكا القاضي بتغير توقيت بث مسلسل «اولاد مفيدة « يطل هذا العمل على قناة اليوتوب بحلقات مختلفة عن التليفزيون تتضاعف فيها مشاهد العنف مما اثار الإستغراب والإستنكار، في المقابل تؤكد الهايكا انها بصدد البحث في الحلول رغم تشعب الموضوع منبهة لأهمية دور العائلة في توعية ابنائها. منذ انطلاق بث حلقاته الأولى على قناة الحوار التونسي واجه العمل الدرامي «اولاد مفيدة» عدة انتقادات واستياء من بعض المشاهدين الذين رأوا فيه كما كبيرا من العنف والمشاهد اللاأخلاقية خاصة وانه يبث في وقت الذروة متى تكون العائلة مجتمعة بصغيرها وكبيرها وهو مانتبهت له الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي البصري الهايكا التي وجهت لفت نظر الى هذا العمل واشارت في بيان لها ان المسلسل يحتوي على مشاهد صادمة لبعض الفئات الحساسة من المشاهدين وخاصة منهم الأطفال داعية إلى الالتزام بعدة نقاط وهي أن يكتب على كامل الشاشة وبخط واضح «هذا البرنامج يحتوي على مشاهد عنف من شأنها التأثير على الفئات الحساسة وخاصة الأطفال دون سن 12 سنة»، لمدة 10 ثوان، وذلك قبل عرض حلقة المسلسل. ايضا أن توضع علامة أسفل الشاشة طيلة عرض الحلقة، تفيد أن البرنامج ممنوع على من سنهم أقل من 12 سنة وأن لا يتم عرض المسلسل قبل الساعة العاشرة ليلا وهو ما استجابت له قناة الحوار التونسي .،لكن مايثير الإستغراب ان الحلقة التي تبث على التلفزة ليست نفسها التي تقدم على اليوتوب بل هي مغايرة تماما من حيث نسبة العنف التي تتضاعف في هذه الحلقات اين تتضاعف ايضا نسب المشاهدة والمعلوم ايضا ان اليوتوب ، الى جانب كونه وسيلة بث لا تختلف عن التلفزة ، هو مصدر آخر للربح المادي ما يجعل اصحاب هذه الأعمال لا ينشغلون بقرارات الهيئة..! فهل ان للهيئة سلطة على مايبث من اعمال تليفزيونية على اليوتوب؟ وهل انتبهت الى اختلاف مضمون مسلسل اولاد مفيدة من التلفزة الى اليوتوب ؟! واي إجراءات بإمكانها اتخاذها؟ حول هذه الإستفهامات قال عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري هشام السنوسي ان الموضوع على بساط البحث لكنه متشعب لعدة اسباب على حد تعبيره مشيرا الى ان الأولوية تبقى للتلفزة باعتبارها تدخل بيوت على عكس اليوتوب من جهة اخرى يقول السنوسي ان المضامين التي تمرر في اليوتوب فيها إشكالات تعديل اذ لا يمكن تحديد الشريحة العمرية التي لا قيمة لها في الشبكة باعتبار ان المشاهد هو الذي يذهب الى اليوتوب لا العكس مشيرا في ذات الصدد انه رغم ذلك فان الهيئة بصدد رصد اليوتوب والبحث في سبل قانونية للتصدي لهذه الممارسات الجديدة مؤكدا ان نفس الإشكال هو محل بحث لدى جل الهيئات في العالم ومن ذلك فرنسا و لم يخف هشام السنوسي تساءله حول كيفية التعديل في ظل انتقال المضامين التليفزيونية الى هذه المحاميل الجديدة خاصة وان تونس أمضت على الإتفاقية الدولية المتعلقة بحرية النفاذ الى الأنترنات ومرسوم الهيئة ينص على احترام هذه الاتفاقيات؟ على حد تعبيره. عضو الهيئة العليا للإتصال السمعي البصري قال ايضا ان هذا الاشكال مرتبط اساسا بالتطور التكنولوجي وبسير التلفزة نحو الإندثار مؤكدا على ضرورة دراسة هذه المحاميل الجديدة جيدا منبها الى دور العائلة والتربية والمجتمع المدني في التوعية حتى لا تحمل كل المسؤلية الى الهايكا...