تونس-الشروق: تعدّدت في الآونة الأخيرة مبادرات مواطنية مستقلة استعدادا للمواعيد الانتخابية القادمة، من آخر هذه المبادرات مبادرة «تونس أخرى». وتمّ الإعلان عن هذه المبادرة الأسبوع المنقضي، وحول توقيت الإعلان لأن للتوقيت أهميته في العمل السياسي فلماذا الاعلان الآن عن «تونس أخرى»؟ قال محدّثنا الدكتور مختار زغدود منسق المبادرة:»لأننا نعتبر الانتخابات التشريعية القادمة موعدا هاما للتغيير قررنا أن نتحمل مسؤوليتنا وان نطلق هذه المبادرة "تونس اخرى" التي نسعى من خلالها الى تحريك السواكن وخلق ديناميكية ايجابية حتى تكون الانتخابات التشريعية بالأساس مناسبة لرد الاعتبار الى المؤسسة التشريعية ولتحصينها من الانزلاقات والانحرافات التي أصابتها في العهدة التشريعية الحالية من خلال التأكيد الى جانب تحديد أولويات الاصلاح السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الجانب القيمي». أوجه الاضافة الممكنة وفي سؤال عن أنّ الأحزاب والمبادرات المواطنية أيضا تكرّر نفس البرامج تقريبا، ما هي الإضافة التي قد تأتي بها مبادرة تونس أخرى، يقول الدكتور زغدود:» اعتقد ان ما سيميز تونس اخرى هو اعتبار انّ الشباب والكفاءات هما أهم ما تملكه تونس وهذا ما يجعلنا نراهن على العقل التونسي من خلال رد الاعتبار الحقيقي الى مفهوم المواطنة ولحق كل تونسي في العيش الكريم ورد الاعتبار الى العلم والمعرفة والمؤسسة التربوية. وسنسعى الى وضع سياسات تضع حدا لنزيف هجرة الكفاءات التي أصبحت تمثل هاجسا جديدا لتونس والحديث عن هجرة العقول يجرنا الى الحديث عن التونسيين بالخارج الذين ارتفع عددهم وتغيرت ملامحهم دون أن ترافق ذلك تغييرات في السياسات تجاههم، ذلك أنّ أغلبهم من الإطارات والكفاءات وجلهم من الأجيال الشابة وهو ما يفرض ضرورة مد جسور التواصل معهم حتى يكون لهم اسهامهم في بناء «تونس اخرى». في العلاقة مع الأحزاب والحكم وحول الأفق المستقبلي للمبادرة في علاقة بالحصاد الانتخابي وامكانية الحصول على عدد من المقاعد وفرضية التحالف مع أحزاب الحكم أو التحالف مع المعارضة، يُجيب محدّثنا:» هذا السؤال يبدو سابقا لأوانه ولكنّه مهم في اعتقادي لعدة أسباب من أهمها ان الانتخابات التشريعية على الابواب وان احد اهم اسباب اطلاق «تونس اخرى» هو محاولة الإجابة عن هذا السؤال بطريقة عملية وميدانية لأننا نسعى اساسا الى تغيير المشهد السياسي الحالي من خلال تشكيل ائتلاف واسع قادر على نيل الاغلبية حتى يمارس الحكم ويستجيب لتطلعات أوسع فئات الشعب. ولا شك أننا لا نتصور اننا في ائتلاف مع أحزاب تمثل بشكل من الاشكال امتدادا لمنظومة النظام القديم والتي ترفض الإقرار بالثورة التي عاشتها تونس ولن نكون في هذا المجال انتهازيين وهو ما يعني أننا سنكون في صورة تمكن منظومة الحكم الحالي من نيل الأغلبية في صفوف المعارضة.