مكتب القيروان (الشروق) خلال فترة الحكم الحفصي للقيروان لم يبنى أي مسجد جامع أميري في القيروان و انما حوّل مسجد الزيتونة الذي أنشئ في العصور الإسلامية الأولى الى مسجد جامع فصار ثاني مسجد جامع في القيروان بناه إسماعيل بن عبيد الانصاري المعروف بتاجر الله» سنة 70 هجري أي اقدم من جامع الزيتونة المعمور بتونس الذي تأسس في 732ه.و قد توفي تاجر الله غرقا و هو في طريقه الى صقلية للمشاركة بالفتح . كان اهل القيروان يقيمون الجمعة في مسجد الزيتونة عندما تجري اعمال ترميم و اصلاح جامع عقبة وقد تم إعادة ترميمه على يد أبو سعيد بن محمد التيمالي المعروف ب «العود الرطب» .جعل هذا المسجد جامعا بإذن من السلطان الحفصي ابي العباس احمد حيث كان يسمح بإقامة الجمعة في مسجد الزيتونة لضرورات امنية اذ كان المسجد و الربض المحيط به خارج الاسوار و عندما تقام الجمعة ينتقل الرجال الى الجامع الأعظم داخل السور و تغلق أبواب المدينة اثناء الصلاة فيبقى النساء و الأطفال في الربض بلا حام و عندما يصل الاعراب لا يجدون من ينزلهم و تغلق النساء الأبواب دونهم . و يقال ان الفقهاء تدارسوا الامر و اجازوا إقامة الجمعة بالزيتونة ليبقى رجال الربض بالقرب من بيوتهم وحافظ جامع الزيتونة على التقاليد المعمارية لمساجد العصور الأولى وتم تجديد واجهاته الثلاث الخارجية بطريقة السلخ و التجليد خلال عمليات الترميم التي أدخلت عليه في التسعينات . وما يميز هذا الجامع تقارب الابعاد الداخلية للقبلية المتألفة من 4 مجازات في كل مجاز 9 فتحات اما سقفه فهو خشبي مربع و القبو المهدي مبني بالاجر. اما واجهاته الغربية فبها اقواس نصف دائرية تحدد حيز اسقفه مبنية بالآجر بطريقة زخرفية جميلة ( سجروان)تبرز من الواجهة الجنوبية المحراب و 10 دعامات نهايتها منحدرة فيما بني القسم السفلي منها بالحجارة. في زاوية الدعامة الأخيرة من الجهة الغربية عمود دائري لحمايتها يعطيها منظرا جماليا يكسر رتابة مداميك الاجر و الحجارة الممتدة افقيا.