من باريس طارت فتحية خيري الى المغرب؛ حيث اقامت هناك ثلاثة أشهر، كانت فيها نجمة في أكثر من ملهى ليلي الى جانب احياء حفلات الزفاف الخاصة بصحبة فرق نسائية مغربية والحاملة لقب « الشيخات» وهي فرق فلكورية تراثية مغربية بحتة. ولم يقف نشاط فتحية خيري عند هذا الحد خلال فترة اقامتها في المغرب حيث قامت بتسجيل مجموعة من اغانيها لفائدة الإذاعة المغربية من ذلك قصيد « الصباح الجديد « للشابي وقد لحنه لها عبد النبي الجزار وقصيد « اعتذار» الذي لحنه عبد الكريم السقاط. قضت فتحية خيري فترة فنية زاهية في المغرب اكدت من خلالها علو كعبها في الغناء والموسيقى وترددت فتحية خيري على المغرب أكثر من مرة من ذلك زيارتها مع فرقة الإذاعة التونسية في اطارالزيارة الرئاسية للمغرب سنة 1965 وكان الى جانبها من الفنانين محمد الجموسي وعلي الرياحي واحمد حمزة والهادي الجويني ونعمة وعلية، وقد تجولت هذه الفرقة وغنت في اثني عشر ولاية مغربية تم فيها تقديم الروائع الفنية والغنائية التونسية الاصيلة وكانت فتحية خيري النجمة دون منازع في كل هذه الحفلات. لم يفل عزم فتحية خيري في الإنتاج والتسجيل والبحث عن الاغنية التي تجمع بين الاقناع والامتاع وحافظت على هذا التوجه في الإذاعة التونسية التي كانت من أبرز الأصوات فيها حيث كانت حريصة على الإنتاج المتنوع دون الانقطاع عن الرحلات الى الخارج لإحياء حفلات غنائية وكانت الأولوية في كل هذه الرحلات الغنائية الجزائر والمغرب وفرنسا. قصة زواجها من فتحي زهير برزت فتحية خيري خلال فترة الاربعينات نجما غنائيا ساطعا في المدونة الموسيقية التونسية، ولا غرابة ان تشد اليها انتباه اهل الثقافة والفكر والسياسة من ذلك الأستاذ فتحي زهير المولع بالمجالس الأدبية والفكرية علاوة على انشغاله ونضاله السياسي لفتت انتباهه فتحية خيري بدماثة اخلاقها وحسها الفني والابداعي المرهف وبادلته فتحية الشعور اعتبارا لتواضعه وخفة روحه ليكلل هذا الاعجاب المتبادل بالزواج السعيد الذي أثمر مولد « المنذر» ... وفجأة تغير حال فتحية خيري بعد تعرضها لوعكة صحية أصدر خلالها الأطباء تعليمات صارمة بضرورة التوقف عن الغناء والحد من السهرات التي انهكتها وكان لها التأثير السلبي على صحتها ومطابتها بضرورة السفر الى الخارج لمواصلة العلاج استجابت فتحية خيري لطلبات لشروط الأطباء وانتقلت الى باريس لتستقر بأحد المستشفيات هناك وتنطلق بذلك رحلة العلاج. يتبع