أصبحت فتحية خيري الابنة المدللة في فرقة الرشيدية، بفضل ما حباها الله من صوت شجي وحضور ركحي مبهر، جعل الشعراء والملحنين يتسابقون على تأليف وتلحين الأغاني لها ونذكر خميس الترنان والهادي العبيدي والعربي الكبادي وصالح المهدي ومحمود بورقيبة غير انه سرعان ما انقطع حبل الود مع الرشيدية بسبب قصيد « يازهرة في خيالي» الذي لحنه خصيصا لها خميس الترنان , وحدث ان تاخرت فتحية خيري بعض الوقت عن موعد التمارين لإعداد هذا القصيد , فاستنجد خميس الترنان بالفنانة صليحة بأداء هذه الاغنية الامر الذي حز بشكل كبير في نفس فتحية خيري التي رأت في ذلك إهانة لها فكان قرارها الذي لا رجعة فيه رغم عديد المحاولات لاثنائها عن ذلك باعلانها الاستقالة ومغادرة الرشيدية وهي التي كانت تمني النفس بصياغة مسيرة غنائية استثنائية عابقة بأريج الطرب التونسي الأصيل، اعتبارا لما تتوفر عليه هذه الفرقة العريقة من مبدعين رواد في التأليف والتلحين غادرت فتحية خيري الرشيدية لتنطلق في تأثيث مسيرتها الغنائية من ذلك انه عند احياء حفل خاص بها في صفاقس، التقت الفنانة حسيبة رشدي لتتوطد العلاقة الفنية بينهما وكانت فتحية خيري وراء انتقال حسيبة رشدي الى العاصمة وساعدتها في المشاركة واحياء عديد الحفلات والسهرات الغنائية عرفت فتحية خيري واشتهرت بحب الخير لكل الفنانين، فقد جمعها لقاء بالفنان الهادي القلال الذي ضمته الى فرقتها الموسيقية الخاصة بها، وهي الفرقة التي برزت بشكل لافت في تنشيط سهرات رمضان في صالة الفتح بباب سويقة لم يقف نشاط فتحية خيري الفني عند هذا الحد، فقد كان طموحها كبيرا، طموح يتوق الى معانقة الشمس من ذلك كانت صاحبة المبادرة في ان يرافقها محمد الجموسي ومحمد التريكي وحسيبة رشدي في رحلتها الفنية الى باريس لتسجيل انتاجهم الغنائي ومثلت هذه الرحلة الفرصة لفتحية خيري لتسجيل الرائعة الطربية « زعمه يصافي الدهر» الى جانب انتاجات أخرى جعلت منها صوتا تونسيا اصيلا متفردا. تأسيس الإذاعة التونسية كان يوم 15 أكتوبر 1938 استثنائيا في حياة كل التونسيين، بإعلان الانطلاق الرسمي لأول إذاعة تونسية في ساحة العملة، وقد كان حضور ومشاركة فتحية خيري متوهجا في هذه الإذاعة الفتية من خلال ما يتم بثه أسبوعيا من سهرات غنائية تونسية اصيلة، وقد كان الموعد مع فتحية خيري وفرقتها الموسيقية مساء كل يوم اربعاء حيث كان برنامجها يتضمن أغنيات للملحن سيد شطا بدرجة أولى.