خلال حديث خاطف مع الدكتور محمد الناصر زرّوق اختصاصي طب أطفال حول فوائد الصوم بالنسبة لفئة الشباب من الذين يصومون لأول مرة خاصة، ومدى تأثيره على صحتهم والنصائح الممكنة لهم ؟ يقول « للشروق «، بان صوم الشاب لشهر رمضان المبارك له تأثيرات جد ايجابية عليه خاصة وانه سينتقل من مرحلة الإفطار اليومي خلال ما سبقه من سنين، إلى الصوم عن الملذات وشهوات البطن طيلة يوم كامل، ويعتبر الصوم بالنسبة للشاب عبارة عن تغيير كلي لجسمه ومحاولة تعويده على نسق جديد قابل للتأقلم معه طيلة اليوم، خاصة وان اللياقة البدنية للشاب كثيرا ما تكون في صحّة جيّدة عكس الكهول والشّيوخ، لذلك عادة ما تكون عروقه ومؤشرات الكبد والقلب سليمة، مما تساعده على تمضية طيلة يوم الصيام في أفضل حال، ويؤكد محدثنا على ضرورة الاعتدال في الأكل عند الإفطار سواء لبقية الأعمار أو للشباب خاصة من خلال الابتعاد عن التخمة عند تناول الإفطار، أي يجب أن يكون الأكل موزعا على فترات طيلة السهرة والى غاية موعد «السّحور»، ونفس الشيء بالنسبة لشرب الماء يجب أن يكون على مراحل وليس دفعة واحدة، وبالتالي الابتعاد عن النظام الغذائي المتوارث لدينا عند الإفطار من خلال ما لذّ وطاب دفعة واحدة، مما يؤثر حتما على الجهاز الهضمي وبالتالي تكون له تأثيرات سلبية على بقية الجسم مثل السمنة والتي تكون عادة سببا لجميع الأمراض الأخرى ويتجلى ذلك من خلال قوله صلى الله عليه وسلم : «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع». وفي نفس السياق يضيف الدكتور زرّوق، بان الصوم يعتبر مؤشرا ايجابيا جدا بالنسبة الى الشاب لأنه سيقوم بتجربة نسق آخر من التغذية وتتمثل في راحة «ماكينة الأكل» أو الأمعاء طيلة يوم كامل من خلال ما يتم تخزينه من شتى أنواع المأكولات والحلويات أثناء «السّهرية «،لذلك يوصي الدكتور محمد الناصر زرّوق الشباب الصائم بممارسة الرياضة خلال الفترة المسائية التي تسبق موعد الإفطار من اجل إخراج ما تم خزنه من مدّخرات من سكّريات ومأكولات وبالتالي كل ما زاد عن الحاجة، للتمهيد لمائدة إفطار جديدة وببطون خاوية ولا تحمل بين طياتها ترسّبات الأمس، لذلك يرى بأن ممارسة الرياضة أو المشي هو تحريك لتلك المدّخرات السابقة وتجهيز لمدّخرات جديدة، لذلك يرى بان ممارسة الرياضة بالنسبة للشاب الصائم هي أهم شيء يقوم به لأنه ستعود عليه بالفائدة من الجانب الصحّي .