اجتازت فتحية خيري أزمتها الصحية بسلام، واستعادت عافيتها وصحتها وتوهجها وتوقها الى معانقة جمهورها الغفير مرة أخرى من خلال إنتاجها الغناني المفعم بالعواطف النبيلة والفرح والتفاؤل. قررت فتحية خيري استئناف نضالها الغنائي، وهي التي انجبت بنتا ثانية هي فاطمة.. لا يمكن والحال تلك التشكيك لحظة واحدة في عمق الحب الذي كان يجمعها بزوجها الرجل الوطني فتحي زهير وكان الفن يشدها اليه بشكل لافت.. فشلت فتحية في كسب رهان تحقيق التوازن بين العش العائلي والغناء والموسيقى وكان الزوج فتحي زهير متفهما لطبيعة هذه الحياة التي أصبحت عليها فتحية خيري التي أصبحت ملكا لجمهورها وفنها فكان قرار الانسحاب من حياتها دون لغط او ضجيج. اختارت فتحية خيري مواصلة طريقها الفني وهي تردد بألم ظاهر « اللي بعدك ضيع فكري.. ارجع لي للقلب نضمك» للشاعر جلال الدين النقاش والحان خميس الترنان. واصلت فتحية خيري طريقها الفني بكل حرية وانخرطت في الحركة الوطنية من خلال الانضمام الى الحزب الدستوري الجديد بقيادة الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة التي عشقت فيه نضاله السياسي ودفاعه عن القضية التونسية وايمانه بها , فكان ان زارته في منزله في «رحبة الغنم» المعروفة اليوم ب»معقل الزعيم» بعد عودته من رحلته الشهيرة الى المشرق العربي سنة 1949 للتعريف بالقضية التونسية في المحافل الدولية. غنت فتحية خيري في حضرة الزعيم الفذ العديد من الأغاني التونسية والقصائد الخالدة منها «سلوا قلبي» لأم كلثوم التي أعجب بها الزعيم بشكل لافت. كانت فتحية خيري مواظبة على احياء الحفلات الفنية الخاصة والعامة من ذلك الغناء في يوم زواج الزعيم الحبيب بورقيبة من خالدة الذكر السيدة وسيلة بن عمار في سهرة فنية ذات طابع خصوصي مساء يوم 12 افريل 1962 لتواصل حضورها المتوهج من خلال المشاركة في الاحتفالات السنوية بعيد ميلاد الزعيم وهو الذي كان يكن لها عطفا خاصا حتى انه تم بقرار منه تمكنيها من جراية قارة اواخر حياتها. فتحية خيري والمسرح ما لا يعرفه الكثير ان فتحية خيري مارست المسرح في بداية مسيرتها الفنية، حيث اعتلت الركح اول مرة سنة 1930ولها من العمر 14 سنة من خلال دور « جورجيت» في مسرحية « المائدة الخضراء» لجمعية التمثيل العربي. يتبع