تأليف فاخر الرويسي فتحيّة خيري، فنّ وشجن» عنوان كتاب جديد لفاخر الرويسي , وقد صدر عن دار تونس للنشر في 240 صفحة من الحجم المتوسّط ويعتبر مساهمة جادّة في التأريخ للحركة الثقافية والفنيّة في تونس وفي تسليط الضوء، بصورة خاصّة، على مسيرة الأغنية التونسية في القرن الماضي من خلال فتحية خيري التي هي احد روادها ورموزها الذين خلدتهم المدونة الغنائية التونسية . توقف المؤلف فاخر الرويسي في هذا الكتاب عند نشأة فتحية خيري وبروز موهبتها الغنائية المبكّرة وبروزها اللافت في المسرح والتحاقها بالرشيدية وعلاقاتها بالبلاط الملكي، إذ كانت «مطربة القصر» وإشعاعها خارج حدود الوطن من خلال رحلاتها إلى الجزائر ومصر وباريس والمغرب وزواجها من الأستاذ فتحي زهيّر وطلاقها منه وانخراطها في الحركة الوطنية ومشاركتها في الحفل الفنّي الذي أقيم بقصر المرسى بمناسبة زواج الرئيس الحبيب بورقيبة ووسيلة بن عمّار في 12 أفريل 1962 ثمّ شغفها بالرسم الخطّي وبالألوان المائية بطريقة عفوية. وتضمنت ملاحق الكتاب جردا للأغاني والأناشيد والموشّحات التي سجّلتها فتحية خيري بالإذاعة التونسية والبعض من أرشيفها المتعلّق بنصوص اغانيها. ولم يغفل المؤلف في هذا الكتاب التوثيقي التعريفي القيم الحديث عن شخصيات من الوسطين الأدبي والفنّي تقاطعت مسيرتها مع مسيرة فتحية خيري أو التقت على نفس الدرب في يوم من الأيّام : محمّد الشيشتي عازف البيانو الذّي تعلمت تحت اشرافه الأدوار والموشّحات والقصائد ورفيقة دربها حسيبة رشدي وشافية رشدي وصليحة والسيّد شطّا وخميّس الترنان ومحمّد التريكي وصالح المهدي وعبد الرزّاق كرباكة والهادي العبيدي ومحمّد العريبي وعلي الرياحي ومحمّد الجمّوسي والهادي الجويني وقدّور الصرارفي وعلي السريتي وأحمد خير الدين ومحسن الرايس ونعمة وعلية وزهيرة سالم والصادق ثريا ... وغيرهم كثير .